كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- 1 الْغَرِيب الْحلَل جمع حلَّة والحلة عِنْد الْعَرَب ثَوْبَان وعداني مَنَعَنِي الْمَعْنى يُرِيد أَن رأى الْخلْع مطواة إِلَى جَانِبه وَلم يره فِيهَا لِأَنَّهُ كَانَ ذَلِك الْيَوْم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ الخلعة عليلا وَقَوله أَرَاك بهَا أَي أَرَاك وَهِي عَلَيْك ومعك كَمَا يُقَال ركب بسلاحه وَخرج بثيابه
2 - الْمَعْنى يَقُول أحب أَنَّك طويتها لم تلبسها أتقدر أَن تزيل جمالك إِذا زَالَت ثِيَابك لِأَنَّهُ لَا يتجمل بثيابه وَإِنَّمَا يتجمل بجماله فَلهُ جمال لَا يطوى وَلَا يزَال
4 - الْغَرِيب ظلت دَامَت وأقامت وظلت بِالْمَكَانِ أَقمت عَلَيْهِ وظلتم تفكهون أَي أقمتم وَمِنْه فيظللن رواكد على ظَهره والأعالي الَّتِي تظهر للنَّاس وَالْأولَى الَّتِي تباشر جسده الْمَعْنى يَقُول أَقَامَت أعالي ثِيَابك الَّتِي تظهر للنَّاس تحسد الْأَقْرَب من جسدك وَهِي الَّتِي تباشر جسدك فبينهما قتال لذَلِك
5 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح هم يحبونك كَمَا يحب الرجل فُؤَاده وَقَالَ ابْن فورجة يَعْنِي اسْتِحْسَان الْقُلُوب وتعلقها بِهِ من حَيْثُ الِاسْتِحْسَان وَقَالَ الواحدي يديمون النّظر إِلَيْك فَإِن الْعين تبع للقلب تنظر إِلَى حَيْثُ يمِيل الْقلب إِلَيْهِ فالعيون إِنَّمَا تنظر إِلَيْك لِأَن الْقُلُوب تحبك كَمَا قَالَ ابْن جنى أَو تستحسن الْخلْع كَمَا قَالَ ابْن فورجة
6 - الْمَعْنى يَقُول فضائلك لَا تحصى وَإِن قلت إِنِّي أحصيها فَكَأَنِّي أَقُول أَنا أحصى الرمل وَهَذَا لَا تقبله الْعُقُول لِأَنَّهُ محَال

الصفحة 245