كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- 1 الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي شربهَا للخمرة أَو الراح وأضمرها قبل ذكرهَا وَهُوَ جَائِز لدلَالَة المنادمة عَلَيْهَا الْغَرِيب المنادمة مقلوب من المدامنة لانه يدمن شرب المدام مَعَ نديمه وَالْقلب فِي كَلَامهم كثير كجذبه وحبذه وَمَا أطيبه وأيطبه وخزن اللَّحْم وخنز ونادمني فلَان على الشَّرَاب فَهُوَ نديمي وندماني قَالَ النُّعْمَان بن عدي
(فإنْ كُنْتَ نَدْماني فَبالأكبْرِ اسقِني ... وَلا تَسْقِني بِالأصْغَرِ المُتثَلِّمِ)
وَجمع النديم ندام وَجمع الندمان ندامي وَالْمَرْأَة ندمانة والنسوة ندامي الْمَعْنى يَقُول منادمة الْأَمِير إِذا وَصلهَا الْإِنْسَان وَصحت لَهُ فقد وصل إِلَى رُتْبَة عَظِيمَة فَلَمَّا وصلتها عذلت عواذلي الَّذين يعذلوني على شرب الْمُسكر وكفتني منادمته جَوَاب السَّائِل الَّذِي قَالَ لم شربت الْمُسكر وَقَالَت لَهُ منادمة الْأَمِير شرف والشرف مَطْلُوب وَلَيْسَ للعذال أَن يعذل فِيمَا يكْسب الشّرف وَإِنَّمَا منادمته حصلت لي الشّرف
2 - الْغَرِيب الجوانح الأضلاع الَّتِي تحب الترائب وَهِي مَا يَلِي الصَّدْر الْوَاحِدَة جانحة والاصطناع الْمَعْرُوف الْمَعْنى كَانَت جوانحي ظامئة فأروتها سَحَاب يَديك وَقد حملت شكرك وَهُوَ عَظِيم ثقيل اصطناعك قد حَملَنِي مَعَ شكرك فَدلَّ ذَلِك على أَن اصطناعك يزِيد فِي الْقُوَّة لِأَنَّهُ قد حَملَنِي وَحمل شكرك وَالْمعْنَى حملت شكرك على إنعامك وإحسانك حَملَنِي لِأَنَّهُ يحمل أثقالي
3 - الْغَرِيب قَوْله مَتى هُوَ سُؤال عَن الزَّمَان فَكَأَنَّهُ قَالَ أَي زمَان أقوم يشكرك الْمَعْنى يَقُول أَي زمَان أقوم بشكر مَا أَعْطَيْتنِي أَي لأَقوم بِهِ لِأَنِّي كلما اثنيت عَلَيْك وشكرتك حصلت على نعْمَة جَدِيدَة وَإِذا شكرتك فَإِنَّمَا أرفع قدري بشكرك وَكَيف أصل إِلَى مكافأتك إِذا كَانَ شكرك يُوجب لي إحسانا مِنْك وَقد نَقله من قَول مَحْمُود الْوراق
(إذَا كانَ شُكْرِي نِعْمَةً الله ... عَلىَّ لَهُ فِي مِثْلِها يَجِبُ الشُكْرُ)
(فكَيْفَ بُلُوغُ الشُّكْرِ إلاَّ بِعَوْنِهِ ... وَإنْ طالَتِ الأَّيامُ واتَّصَلَ الدَّهْرُ)
الصفحة 246