كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يُرِيد أَن أَفعَال النَّاس تتحير فِيمَا يَفْعَله لقصورها عَنهُ وَزِيَادَة مَا يَفْعَله على فعلهم ويقل ذَلِك فِي دولته لاقتضائها الزِّيَادَة على مَا فعل
3 - قَالَ أَبُو الْفَتْح يَمِينه تسح الْعَطاء وشماله تسح الدِّمَاء قَالَ ابْن فورجة الرجل لَا يُقَاتل بِشمَالِهِ وَالْفِعْل يكون للْيَمِين فِي كل شَيْء وَإِنَّمَا يكون عمل الشمَال كالمعونة للْيَمِين وَإِنَّمَا يُرِيد أَن يَدَيْهِ جَمِيعًا كالسحابتين عَطاء وسح دِمَاء
4 - الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا قتل الْأَعْدَاء كرما لَا بَأْسا لتأكل الطير لحومهم لانه ضمن أرزاق الطير فَقَتلهُمْ للطير لَا للْحَاجة إِلَيْهِم وَزَاد بالجود والعيال على مَا قَالَه الشُّعَرَاء من إطْعَام لجوم الْأَعْدَاء الطير قَالَ أَبُو الْفَتْح أبلغ من هَذَا فِي الْمَدْح أَنه ينْحَر ويذبح ليَأْكُل الطير مِمَّا يجده من اللَّحْم فَكَأَنَّهُ سفك الدِّمَاء بجوده لَا ببأسه
5 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح لَو قَالَ دون زَوَاله لَكَانَ أحسن وَكَانَ مثل قَول الآخر
(بِقَلْبِي غَرامٌ لَسْتُ أبْلغُ وَصْفَهُ ... عَلى أنَّهُ مَا كانَ فَهْوَ شَديدُ)

(تَمُرُ بِهِ الأيَّامُ تَسْحَبُ ذَيْلَها ... فَتَبْلي بِهِ الأيَّامُ وَهْوَ جَديدُ)
قَالَ وَله أَن يحْتَج عَنهُ فَيُقَال إِن الْأَيَّام بعض الدَّهْر وَلَيْسَت هَذِه الْأَيَّام جَمِيعه وَقد يجوز أَن يذهب بعض الدَّهْر وَيبقى بعضه فَيبقى الغرام بِحَالهِ مَعَ بَقَاء الْمُحب فَقَالَ إِن الغرام بَاقٍ بقلبي فَإِذا مَا زَالَ مَعَه الذّكر وَقَول أبي الطّيب بَقِي الذّكر لَهُ إِنَّمَا يَصح بِبَقَاء النَّاس فَإِذا زَالَ النَّاس والدهر عدم الذّكر

الصفحة 248