كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب الثغر جمع ثغرة وَهِي نقرة النَّحْر الَّتِي بَين الترقوتين والجآذر جمع جؤذر وَهُوَ ولد الْبَقَرَة الوحشية والدملج والدملوج المعضد وَجمعه دماليج والخلخال مَا يكون من ذهب أَو فِي فضَّة فِي السَّاق الْإِعْرَاب جآذر يجوز أَن يكون فَاعل كأفاننا وَيجوز ان يكون مُبْتَدأ وَخَبره مقدم عَلَيْهِ ودمالج وخلاخل مُبْتَدأ وَمن الرماح الْخَبَر يُرِيد لَهُنَّ دمالج وخلاخل يكتفين بهَا عَن الرماح الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح نسَاء مثل الجآذر بحليهن يفعلن مَا يفعل الطاعن بِالرُّمْحِ وَنَقله الواحدي حرفا فحرفا وَفِي مَعْنَاهُ
(هَل يَغْلِبَني وَاحِدٌ أقاتلُهُ ... رِيم عَلى لَبَّاتَهِ سَلاسلُهْ)
(سلاحُهُ يَوْمَ الْوَغَى مَكاحلُهُ ... )
وَنَقله من قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(بارَزْتُهُ وَسِلاحُهُ خَلْخالُهُ ... حَتى فَضَضْت بِكَفِّي الخَلخْالا)
9 - الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا سميت أغطية الْعُيُون جفونها لِأَنَّهَا ضمنت أحدقا تعْمل عمل السيوف
10 - الْغَرِيب يروي سجرتك بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْجِيم يُرِيد ملأتك وَمِنْه الْبَحْر الْمَسْجُور وَيجوز أوقدتك فقد قيل فِي الْآيَة إِنَّه الموقد ويروي شجرتك بالشين الْمُعْجَمَة وَالْجِيم أَي حبستك وصرفتك وَمِنْه شَجَرَة الدَّابَّة إِذا أصبت بشجرها اللجام وَهُوَ مَا بَين اللحيين لتكفها وتمنعها ويروى بِالسِّين الْمُهْملَة والحاء أَي جعلتك مسحورا بالشوق حَتَّى صرت كالواله الْمَجْنُون أَو أَنَّهَا أَصَابَت سحرك أَي رئتك وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة توفى رَسُول الله
بَين سحرِي وَنَحْرِي الْمَعْنى كم لَك من وَقْفَة سجرتك ملانك شوقا أَو كفتك أَو منعتك أَو سحرتك حَتَّى صرت والها لَا تعقل وَقد ولع بك الوشاة وهم جمع واش يشي بك إِلَى من تريده وَيصْلح بك حَاله وَتَمام الْكَلَام فِيمَا يَأْتِي أَي كم وَقْفَة دون التعانق
11 - الْإِعْرَاب ناحلين حَال من وَقْفَة أَي كم وَقْفَة وقفناها ناحلين
الصفحة 252