كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الْجِمَاع الْإِسْرَاع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {لولوا إِلَيْهِ وهم يجمحون} أَي يسرعون} والجموح من الرِّجَال الَّذِي يركب هَوَاهُ فَلَا يُمكن رده قَالَ الشَّاعِر
(خَلَعْتُ عذاَرِي جامِحا مَا يَبرُدُّني ... عَنِ البيِضِ أمثْالِ الدُّمى زَجْرُ زَجِرِا)
وجمح الْفرس إِذا غلب فارسه وجمحت الْمَرْأَة إِذا خرجت من بَيت زَوجهَا إِلَى أَهلهَا بِغَيْر طَلَاق قَالَ الراجز
(إِذا رَأتْنِي ذاتُ ضِعنٍ حَنَّتِ ... وجّمَحَتْ مِن زَوْجِها وَأنَّتِ)
والمشوب الْمُخْتَلط الْمَعْنى يَقُول جمح الزَّمَان أَي قهر وَغلب فَمَا تخلص اللَّذَّة من أَذَى يشوبها بِهِ الدَّهْر فَلَا يكمل سرُور الْإِنْسَان وَهُوَ من قَول الآخر
(وَكَذاكَ لَا خَيْرٌ على الدُّنيا وَلا شَرٌّ يُداَم ... )

16 - الْغَرِيب الهائل المهيب المخيف والمنى جمع منية الْمَعْنى يَقُول كل شَيْء لَا تخلص اللَّذَّة فِيهِ وَلَا بُد من شَيْء ينغصه حَتَّى أَبُو الْفضل هَذَا الممدوح رُؤْيَته أماني النَّاس فَإِذا وصلوا إِلَيْهَا تغصتها عَلَيْهِم هيبته وَهُوَ منظره قَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا خُرُوج مَا روى أعرب مِنْهُ
17 - الْإِعْرَاب الْهَاء فِي إِلَيْهَا ودونها للرؤية فِي رِوَايَة أبي الْفَتْح وَبهَا قَرَأت وروى غَيره إِلَيْهِ دونه رَاجع إِلَى الممدوح الْغَرِيب الْفَج الطَّرِيق الْوَاسِع والوابل الْمَطَر الْكثير قَالَ الله تَعَالَى {فَإِن لم يصبهَا وابل فطل} الْمَعْنى يَقُول طرق إِلَى رُؤْيَة الممدوح أَو إِلَى الممدوح ممطورة بآثار إحسانه فَالنَّاس يصلونَ إِلَى إحسانه قبل الْوُصُول إِلَيْهِ
18 - الْغَرِيب السرادق مَا كَانَ حول الشَّيْء يمنعهُ وَيمْنَع مَا فِيهِ والسرادق الَّذِي يمد فَوق صحن الدَّار وكل بَيت من كُرْسُف فَهُوَ سرادق قَالَ رؤبة بن العجاج

الصفحة 254