كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
(يَا حَكمَ بنِ المُنْذِرِ بن الجارُودْ ... سُرادقُ المْجدِ علَيْك ممْدُود)
والأزمة جمع زِمَام والذوامل السائرات سير الذميل وَهُوَ الْمُرْتَفع عَن الْعُنُق وَمثله الرسيم الْمَعْنى يَقُول رُؤْيَته محجوبة بسرادق من هيبته قَالَ الواحدي أَي الطّرق إِلَيْهِ محجوبة وَالْبَيْت يدل على أَنه يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهِ لهيبته وان هيبته ترد عَنهُ الْمطِي الذوامل إِلَيْهِ وَهَذَا إِلَى الهجاء أقرب مِنْهُ إِلَى الْمَدْح وَقَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ على الطّرق إِلَيْهِ سرادقا يمْنَع من الْعُدُول عَنهُ إِلَى غَيره وَالنَّاس أبدا ينحون نَحوه وَقَالَ ابْن فورجة أَلا يعلم أَبُو الْفَتْح أَن الهيبة تثنى الزائر عَن الألتقاء بِهِ وَلَا تثنى زائر غَيره إِلَيْهِ وَمَا قيل فِي هَذَا الْبَيْت يدل على هَذَا يَقُول رُؤْيَته محجوبة بالهيبة الَّتِي لَو أَن مطيا ذملت فِي سَيرهَا واعترضتها هَذِه الهيبة لَا نثنت وَعدلت وَلم تقدم إشفاقا من الْإِقْدَام واستعظاما للهجوم
19 - الْغَرِيب الشَّمَائِل جمع شمال وَهِي الْخَلَائق الْمَعْنى يَقُول فِيهِ إضاءة الشَّمْس ومنفعتها وبهاؤها وَعُمُوم الرِّيَاح وتصرفها وجود السَّحَاب وَهُوَ السخاء وإقدام الْأسود وَالْمعْنَى يُرِيد عُمُوم نَفعه
20 - الْإِعْرَاب يُرِيد من العقيان وَكَذَا من الْحَيَاة وَمن الْمَمَات فَحذف النُّون لسكون وَسُكُون اللَّام الْغَرِيب العقيان الذَّهَب والمناهل المشارب الْمَعْنى يَقُول كَانَ النَّاس يردون مِنْهُ على هَذِه الْأَشْيَاء كَمَا يردون المناهل وَقَوله من الْحَيَاة أَي لأوليائه وَمن الْمَمَات أَي لأعدائه وَقد زَاد على بَيت أبي تَمام
(نَرمِي بِأشباحنِا إِلَى مَلِكٍ ... نَأْخُذُ مِنْ مالِهِ وَمِنْ أدَبِهِ)
لِأَنَّهُ ذكر الْمَوْت والحياة
21 - الْغَرِيب لجب أصوات الْوُفُود وهم الَّذين يفدون عَلَيْهِ يطْلبُونَ الْعَطاء وَيُقَال حوله وحواليه وحواله وحوليه والناهل الشَّارِب الأول دون العال الْمَعْنى يَقُول قَالَ أَبُو الْفَتْح لَو لم تخف القطا أصوات الْوُفُود لسرت إِلَيْهِ لتشرب مِنْهُ وَقَالَ ابْن فورجة يَعْنِي أَن القطا يرَاهُ مَاء معينا فيهم يوروده ويشفق من لجب الْوُفُود على عَادَة الطير
الصفحة 255