كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح أَرَادَ فَمَا تريان فاكتفي بضمير الْوَاحِد من الِاثْنَيْنِ وَقَالَ صدر الْبَيْت يتم بِهِ الْكَلَام وَأم الدهيم ابْتِدَاء وهابل خير لأم دفر وَأم الدهيم وَتَقْدِيره أم الدهيم هابل وَأم دفر كَذَلِك وَيجوز أَن يكون اكْتفى بضمير الْوَاحِد كَمَا قَالَ الآخر
(لِمَنْ زُحْلُوفَةٌ زَلُّ ... بِها العَينْان تَنْهلُّ)
وَلم يقل تنهلان لاكتفائه بِأحد الضميرين دون الآخر وَقَول الْخَطِيب أوجه من قَول أبي الْفَتْح أَن يكون النّصْف الثَّانِي مُتَعَلقا بالاول وَأم الدهيم مَرْفُوع مَا لم يسم فَاعله وَالْوَاو فِي وَأم دفر وَاو عطف عطف جملَة على جملَة وَأم دفر مَرْفُوعَة بِالِابْتِدَاءِ وَالْمعْنَى فَمَا ترى أم الدهيم يَعْنِي أَنَّهَا نفدت وَلَيْسَت ترى وَأم دفر هابل وَقد استغنينا عَن تكلفه فِي الْمَوْضِعَيْنِ الْمَعْنى يَقُول مكارمه أفنت وأذهبت الْأُمُور الشدائد والدواهي حَتَّى نفدت فَكَأَن أمهَا صَارَت ثاكلة فَلَا تعرف الخطوب لِأَن مكارمه أعدمتها وانفدتها
27 - الْغَرِيب اللج مُعظم المَاء والساحل المرسى الَّذِي يرسى عَلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول هُوَ أعلم النَّاس وَالْعُلَمَاء وَهُوَ فِي جوده لج لَيْسَ لَهُ مُنْتَهى وكل لج لَهُ مُنْتَهى يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلَّا هَذَا لَيْسَ لَهُ مُنْتَهى يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلَّا هَذَا لَيْسَ لَهُ مُنْتَهى
28 - الْغَرِيب القوابل جمع قَابِلَة وَهِي الَّتِي تشارف الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة الْمَعْنى لَو طَابَ مولد كل حَيّ مثل طيب مولد هَذَا الممدوح لولد النِّسَاء وَلَا قوابل لَهُنَّ يشاهدنهن يَعْنِي لِأَنَّهُ أَرَادَ مثل مولده فِي الطّيب وَالطَّهَارَة وَلِهَذَا نصب مثله يُرِيد لَو طَابَ مولد كل حَيّ مثل طيب مولد هَذَا
29 - الْإِعْرَاب أَرَادَ أذكر أم أُنْثَى فَحذف همزَة الإستفهام لدلَالَة أم عَلَيْهَا كَقَوْل عمر بن أبي ربيعَة
(فَوَ اللهِ مَا أدرِي وَإنْ كُنْتُ دارِيا ... بسَبْعٍ رَمَينَ الجَمْر أمْ بثمانِ)
الْغَرِيب الْجَنِين الْوَلَد إِذا كَانَ فِي الْبَطن وَالْجمع أجنة قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذ أَنْتُم أجنة فِي بطُون أُمَّهَاتكُم} الْمَعْنى يَقُول لَو بَان الْجَنِين بَيَانه بِالْكَرمِ لعرف الذّكر من الْأُنْثَى وَالْمعْنَى لما بَان كرمه حِين كَانَ جَنِينا ظَاهر الْكَرم عرف أَنه مَوْلُود كريم فَلَو بَان حَال الْجَنِين تبيان كرمه لعرف الذّكر من الْأُنْثَى

الصفحة 257