كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْإِعْرَاب يَقُول زَاد الشَّيْء وزدته أَنا قَالَ الله تَعَالَى {وزدناهم هدى} وَأَرَادَ لِيَزْدَادَ الْغَرِيب المشاعل جمع مشعل وَهُوَ مَا يضرم فِيهِ النَّار ليهتدي بِهِ فِي الْأَسْفَار وَغَيرهَا الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَأْمُرهُم بِأَن يزدادوا تواضعا فَإِن فضائلهم لَا تكْتم بالتواضع وَضرب بذلك مثلا بكتمان المشاعل فِي الظلام فَإِنَّهَا لَا تخفى وَمَتى كَانَ الظلام أَشد كَانَت أظهر كَذَلِك مَتى كَانَ تواضعهم أَكثر كَانَت فضائلهم اكثر وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ لهَذَا الممدوح نسب فِي ولد الْحسن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام فامرهم بالتواضع لأَنهم كلما ازدادوا فِي التَّوَاضُع ظهر شرفهم وَإِن أخفوا نسبهم لَا ينكتم كَمَا ان المشاعل لَا تنكتم فِي الظلام
31 - الْغَرِيب سفد بِالْكَسْرِ يسفد سفادا وَهُوَ نزو الذّكر على الْأُنْثَى يُقَال ذَلِك فِي التيس وَالْبَعِير والثور وَالطير وَالسِّبَاع وَحكى أَبُو عُبَيْدَة سفد بِالْفَتْح وأسفده غَيره والرباب غيم يتَعَلَّق بأسافل السَّحَاب إِذا كثر مَاءَهُ الْمَعْنى يَقُول هم يكتمون معروفهم كَمَا يكتم الْغُرَاب سفاده ثمَّ ذَلِك لَا يكتم كَمَا لَا يخفي السَّحَاب الهاطل
32 - الْغَرِيب الجفخ الْفَخر جفخ تكبر وفخر مثل جخف وجمح فَهُوَ جفاخ وحماح وَذُو جفخ والشيم جمع شِيمَة وَهِي الخليقة والعلامة والأغر الْأَبْيَض الْوَاضِح الْمَعْنى هَذَا على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير تَقْدِيره جفخت بهم شيم وفخرت وهم لَا يفخرون بهَا وشيمهم دَلَائِل على حسبهم الظَّاهِر وَهُوَ مَا يعد من مآثر الْآبَاء وَقَالَ ابْن وَكِيع فِي معنى الْبَيْت الاول وَهَذَا من قَول حبيب
(أرَادُوا لِيُخْفُوا قَبرَهُ عَنْ عَدُوّه ... وَطِيبُ تُرابِ القَبرِ دَلّ عَلى القَبرِ)
33 - الْغَرِيب يُقَال عف وعفيف والحلاحل السَّيِّد الْعَظِيم الْمَعْنى يَقُول هم ورعون يشبه ورعهم ورع بعض وشا بهم عفيف الْإِزَار كِنَايَة عَن ترك الزِّنَا وعف مثل طب وعفيف مثل طَبِيب وَالْمعْنَى أَنهم أهل ورع كبارهم وصغارهم عفيفون
الصفحة 258