كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْمَعْنى يُرِيد يَا هَذَا افخر فَحذف المنادى كَقِرَاءَة عَليّ بن حَمْزَة أَلا يسجدوا لله الَّذِي يخرج الخبء وَيجوز أَن يكون جعله تَنْبِيها بِمَنْزِلَة أَلا كَقَوْل ذِي الرمة
(أَلا يَا اسْلمَى يَا دَارَ مَيَّ على البِلَي ... وَلَا زَالَ مُنهَلاً يَجَزْعائِكِ القْطرُ)
وَمثله فِي الشّعْر كثير الْمَعْنى يَقُول النَّاس فِيك ثَلَاثَة أَقسَام إِمَّا مستعظم يستعظمك لما يرى من عظمتك أَو حَاسِدًا يحسدك على فضلك أَو جَاهِل يجهل قدرك
35 - الْمَعْنى يَقُول شرفك وعلو قدرك قد ظهر وعرفه النَّاس فَلَا تبالي بذم الْحَاسِد فَإِنَّهُ لَا يزيدك علوا وَلَا ينْقصك من قدرك وَلَا بِحَمْد الحامد فَإِنَّهُ لَا يزيدك شرفا وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الْخَطِيب
(وَمَا زِلْتَ تُعْطِي النَّفْسَ حَتَّى تجاوَزَتْ ... مُناها فأعْطِ الْآن إنْ شِئْتَ أوْدَعِ)
36 - الْمَعْنى يَقُول إمساكك عَن إسكاتي نائل مِنْك عِنْدِي بعد مَا عرفت تقصيري
37 - الغربي الهزبر الْأسد والباسل الشَّديد الْمَعْنى يَقُول من هيبتك ومعرفتك وانتقادك الشّعْر جيده من رديئه لَا يهجم أحد من الشُّعَرَاء الفصحاء على الإنشاد بَين يَديك وَلَكِنِّي لجودة شعري أجسر على الْإِنْشَاء بَين يَديك قَالَ الواحدي أَجود مَا قبل فِي هَذَا قَول أبي نصر بن نباتة
(ويْلمَّها عِنْد السُّرادِقِ هَيْبّةً ... لَوْ سالمَتْ قَصب العِظامِ خَصائلِي)
(نَفَضَتْ عَلىَّ مِنَ الْقُبوَلِ محبَّةً ... قامَتْ بِضبْعِي فِي المَقامِ الهَائِلِ)
38 - الْغَرِيب بابل مَوضِع بالعراق بَين الْكُوفَة وبغداد وَإِلَيْهِ ينْسب السحر وَفِيه كَانَ نزُول الْملكَيْنِ اللَّذين ذكرهمَا الله تبَارك وَتَعَالَى فِي سُورَة الْبَقَرَة الْمَعْنى يَقُول مَا نَالَ شعراء الْجَاهِلِيَّة شعري كامرئ الْقَيْس وَزُهَيْر وطرفة
الصفحة 259