كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب مقسم بِكَسْر السِّين الْحلف وَبِفَتْحِهَا الْقسم الْمَعْنى يَقُول لَهُ وَيقسم إِنَّك الْحق وَمَا سواك بَاطِل
42 - الْإِعْرَاب روى أَبُو الْفَتْح بِنصب المَاء وَهِي روايتنا وَتَقْدِيره أَنْت إِذا اغْتَسَلت الْغَاسِل المَاء إِلَّا ان انتصابه على هَذَا لَيْسَ على الْغَاسِل لِأَن الصِّلَة لَا تعْمل فِيمَا قبل الْمَوْصُول كَمَا لَا يجوز زيدا أَنْت الضَّارِب وَلكنه مَنْصُوب بِفعل دلّ عَلَيْهِ الْغَاسِل أَي وتغسل المَاء إِذا اغْتَسَلت وَصَارَ قَوْله أَنْت إِذا اغْتَسَلت بَدَلا مِنْهُ ودالا عَلَيْهِ وَمثله قَوْله تَعَالَى {إِنَّه على رجعه لقادر يَوْم تبلى} لِأَنَّهُ نَصبه بالرجع فَهُوَ من صلته وَلَا يفصل بَين الصِّلَة والموصول بالْخبر وَإِذا لم يُمكن حمله فِي الْإِعْرَاب عَلَيْهِ وَكَانَ الْمَعْنى مَعَ ذَلِك يَقْتَضِيهِ أضمر لَهُ فعل ينصبه دلّ عَلَيْهِ الرجع تَقْدِيره يرجعه يَوْم تبلى السرائر يقدر بعد الْخَبَر وروى غير أبي الْفَتْح بِرَفْع المَاء عطفا على الطّيب وَقَالَ أَنْت مُبْتَدأ والغاسل خَبره وَالتَّقْدِير الغاسله بِإِرَادَة الْهَاء إِذا اغْتَسَلت وإعراب الْبَيْت الطّيب مُبْتَدأ وَأَنت مُبْتَدأ ثَان وطيبه خبر أَنْت وَتَقْدِيره الطّيب أَنْت طيبه إِذا أَصَابَك وَالْمَاء وَأَنت الغاسله إِذا اغْتَسَلت الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك أطيب من الطّيب وأطهر من المَاء إِذا اغْتَسَلت وَهُوَ من قَول ابْن الجويرية
(تَزِينُ الحَلْىَ إنْ لَبِسَتْ سُلَيْمي ... وَتحْسُنُ حِينَ تَلْبَسُها الثِّيابُ)
وكقول الآخر
(وَإذا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُهٍ ... كانَ لِلدُّرّ حُسْنُ وَجْهكِ زَيْنا)
(وَتَزِيدينَ أطْيَبَ الطيبِ طِيبا ... أنْ تَمَسَّيهِ أينَ مِثْلُكَ أيْنا)
43 - الْإِعْرَاب النثا بِتَقْدِيم النُّون هُوَ الْخَبَر وَهُوَ مَقْصُور قَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ يسْتَعْمل فِي الْمَدْح والذ والممدوح فِي الْمَدْح لَا غير ونشوت الْخَبَر أظهرته ونشوا الشَّيْء أظهروه الْمَعْنى يَقُول مَا تكلم وَلَا كتب بِأَحْسَن من أخبارك وَهَذَا غَايَة الْمَدْح
الصفحة 261