كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

وَلِهَذَا قيل من أَحْيَا مواتا يُرِيد أَرضًا خرابا فعمرها وسمى الداثر الخراب مواتا فَلَقَد أحسن أَبُو الطّيب فِي هَذَا الْمَعْنى بِذكرِهِ قتل الرّبع بالخلو عَنهُ
2 - الْغَرِيب العذلة جمع عاذل وعذول الْمَعْنى يَقُول قبل قتلكم الرّبع أتلفتم نفوس العشاق بالبعد والهجر وَأكْثر العاذلون العذل فِي هواكم لما رَأَوْا من التهالك فِيكُم
3 - الْغَرِيب الصرم الْجَمَاعَة من الْبيُوت بِمن فِيهَا وَجمعه اصرام والصرمة بِالْهَاءِ الْقطعَة من الْإِبِل ومروج إبِله من المرعى الْمَعْنى يَقُول ربعهم قد خلا مِنْهُم وَإِن كَانَ قد حلّه نَاس بعدهمْ فَهُوَ موحش خَال لارتحال الْأَحِبَّة عَنهُ فَهُوَ خَال فِي حق الْمُحب وموحش لَهُ وَإِن كَانَ فِيهِ جمَاعَة من النَّاس تروج عَلَيْهِم الْإِبِل فَكَأَنَّهُ قفر لَا أحد فِيهِ
4 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي برجه للحبيب تَقْدِيره لَو سَار الحبيب عَن برج من بروج السَّمَاء لم يرض برجه الشَّمْس تحله بَدَلا مِنْهُ ورضى بِمَعْنى أخْتَار وَأحب فَلذَلِك عداهُ بِغَيْر حرف الْجَرّ الْمَعْنى يَقُول هَذَا الحبيب بجماله لَو سَار عَن فلك لما اخْتَار الشَّمْس عوضا عَنهُ لانه لَا يقوم فِي الْمنزل مقَامه غَيره
5 - الْإِعْرَاب والهوى يجوز ان يكون فِي مَوضِع نصب عطفا على الضَّمِير الْمَنْصُوب فِي قَوْله أحبه وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع خفض على الْقسم كَقَوْل الآخر
(أما وَالهَوَىَ النَّجْدِيُّ أعْظَمَ حِلْفَةٍ ... )
وآدؤره عطف على الضَّمِير الْمَنْصُوب فِي أحبه وَهِي جمع دَار وأختار الْمَازِني الْهمزَة لأجل ضمة الْوَاو الْغَرِيب الصباية رقة الشوق والوله ذهَاب الْعقل الْمَعْنى يَقُول أَنه أحبه يَعْنِي الحبيب الراحل عَن الرّبع وَأحب دوره وَالْحب هُوَ رقة شوق وَذَهَاب عقل

الصفحة 265