كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يُرِيد أَن الْفَخر يفخر بِهِ حَيْثُ صَار فَوْقه وَتَحْته فَصَارَ رِدَاء على مَنْكِبه ونعلا فِي رجله
13 - الْمَعْنى يُرِيد أَنه بَين الله لَهُ مقادير النَّاس فِي الْفضل فَهُوَ يصف كل أحد بِمَا فِيهِ قَالَ الواحدي وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى فِي بَيَان الأقدار لَهُ أَن من أحسن إِلَيْهِ وأكرمه دلّ على مروءته وميله إِلَى ذَوي الْفضل وَمن استخفه وَلم يبال بِهِ دلّ ذَلِك على خبثه وخسة قدره ولؤمه كَمَا قَالَ البحتري
(وَإنَّ مُقامِي حَيْثُ خَيَّمْتَ مِحْنةٌ ... تَدْلُّ عَلى فَهْمِ الكِرامِ الأجاوِدِ)
وَيدل على صِحَة هَذَا الْمَعْنى قَوْله والمرء حَيْثُمَا جعله أَي حَيْثُ جعل نَفسه فَمن صان نَفسه وَرفع قدرهَا رفع النَّاس قدره وَمن تعرض للهوان هَين كَمَا قَالَ
(إذَا مَا أهانَ أمْرُؤٌ نَفْسَهُ ... فَلا أكْرَمَ اللهُ مَنْ أكْرمَهْ)
وَيجوز أَن يكون والمرء حَيْثُمَا جعله الله أَي لَا يقدم أحد مَنْزِلَته الَّتِي وَضعه الله بهَا
14 - الْإِعْرَاب جَوْهَرَة يجوز أَن يكون بَدَلا من الَّذِي بعد تَمام صلته وَيجوز أَن يكون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي أَنا جَوْهَرَة الْغَرِيب الغصة مَا يغص بِهِ الْإِنْسَان فَلَا يسيغه والسفلة جمع سافل وَهُوَ الدنيء من النَّاس ككاتب وكتبة والسفلة السقاط الْمَعْنى يَقُول أَنا جَوْهَرَة يفرح بِي كرام النَّاس لِأَنِّي أمدحهم بِمَا فيهم من الْفَضَائِل وَأَنا غُصَّة فِي حاوق اللئام لَا يقدرُونَ على إساغتي لِأَنِّي أَقُول فيهم مَا أذلّهم بِهِ عِنْد النَّاس
15 - الْغَرِيب الْكذَّاب مصدر كذب يُقَال كذبه كذبا وكذبا وكذبا وكذابا فَهُوَ كَاذِب وَكَذَّاب وكذوب وكيذبان ومكذبان ومكذبانة وكذبة وكذبذب مُخَفّفَة ومشددة قَالَ جريبة بن الأشيم
(فَإذا سمعْتَ بِأنَّنِي قَدْ بِعْتُها ... بِوِصَالِ غانيَة فَقُلْ كُذَّبْذُبُ)
وَالْكذب جمع كَاذِب مثل رَاكِع وَركع قَالَ أَبُو دَاوُد

الصفحة 268