كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

(مَتى يَقُلْ تَنْفَعُ الأقْوَامَ قَوْلَتُهُ ... إِذا اضْمَحَلَّ حَدِيثُ الكُذَّبِ الوْلعهْ)
وَالْكذب جمع كذوب مثل صبور وصبر وَقَرَأَ الْحسن لَا تَقولُوا لما تصف أَلْسِنَتكُم الْكَذِب نعتا للألسنه وَقَوله وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا هُوَ أحد المصادر الْمُشَدّدَة لِأَن مصدره قد يَجِيء على التفعيل مثل التكليم وعَلى فعال مثل كَذَّاب وعَلى تفعلة مثل توصية وعَلى مفعل مثل ومزقناهم كل ممزق وَقد شدده الْقُرَّاء كلهم وَلم يَخْتَلِفُوا فِيهِ إِلَّا الثَّانِي فَإِن الْكسَائي خففه الْمَعْنى يَقُول لقوم وشوا بِهِ إِلَى أبي العشائر ذَلِك الْكَذِب أَهْون عِنْدِي من رِوَايَة وناقله لَا أُبَالِي بِهِ وَلَا بِمن رَوَاهُ وَنَقله وأكاذيبه أقصد بِهِ على وَجه الْكَذِب
16 - الْغَرِيب المداجي السَّاتِر المخادع وَهُوَ مفاعل من الدجى وَهِي الظلمَة والفاني الْكَبِير السن الَّذِي أفنته الْأَيَّام ويروى وان أَي مقصر فِي أَمْرِي والتكلة الَّذِي يكل أمره إِلَى غَيره وَأَصله وكلة فقلبت الْوَاو تَاء وَأَصله الضَّعِيف وذمت امْرَأَة من الْعَرَب زَوجهَا فَقَالَت وكلة تكلة الْمَعْنى يَقُول لَا أُبَالِي وَلَا أدجى وَلَا أتوانى فِي أَمْرِي وَلَا أَضْعَف وَلَا أعجز عَن مُكَافَأَة من كفأني بِخَير أَو شَرّ وَلَا أَنا ضَعِيف أكل نَفسِي إِلَى غَيْرِي
17 - الْغَرِيب سفته ضَربته بِالسَّيْفِ واستاف الْقَوْم وتسايفوا إِذا تضاربوا بسيوفهم والمسيف الَّذِي مَعَه السَّيْف فَإِذا ضرب بِهِ فَهُوَ سائف سافه يسيفه فَهُوَ سائف والدارع لابس الدرْع واللقى الشَّيْء الْمَطْرُوح والعجلة من الاستعجال الَّذِي يكون من الضَّارِب والطاعن فِي الضَّرْب والطعن وَيجوز ان يكون بِمَعْنى الثكل من قَوْلهم نَاقَة عجول إِذا فقدت وَلَدهَا وَمِنْه قَول الشَّاعِر
(إِذا مَا دَعا الدَّاعي علِياًّ وَجَدْتُنِي ... أُرَاعَ كَمَا رَاعَ العَجُولَ مُهِيبُ)
وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الطين قَالَ قطرب وثعلب خلق الْإِنْسَان من عجل أَي من طين الْمَعْنى يَقُول رب دارع ضَربته بِالسَّيْفِ فتركته مطروحا كالشيء الْملقى فِي وَقت التقائنا
18 - الْغَرِيب رعته أخفته ويحار يتحير والقافية القصيدة والمنقح الَّذِي يهذب القَوْل ويختاره والقولة الْجيد القَوْل رجل قؤول ومقوال وتقوالة إِذا أَجَاد القَوْل

الصفحة 269