كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى يَقُول رب سامع أخفته بقافية من شعري يتحير من حسنها الْمُهَذّب أَلْفَاظه القؤل الفصيح فَلَا يدْرِي مَا يَقُول إِذا سَمعهَا
19 - الْإِعْرَاب روى الْخَوَارِزْمِيّ أشهد فَيكون على هَذِه الرِّوَايَة وَمَعِي وَهِي وَاو الْحَال فحذفها كَمَا تَقول مَرَرْت بزيد على يَده باز وَمن روى يشْهد فَهُوَ أحسن وأجود الْمَعْنى يَقُول هَذَا فِي رجل أوصله يعرف بالمسعودي إِلَى أبي العشائر فَصَارَ نديما لَهُ وَصَارَ يتَنَاوَلهُ عِنْد أبي العشائر وَيَقَع فِيهِ فَهَذَا كُله تَعْرِيض بِهِ
20 - هَذَا من قَول جميل
(إذَا مَا رَأوْني طالعِا مِنْ ثَنيِةٍ ... يَقُولُونَ مَنْ هَذَا وَقدْ عرفوني)

21 - الْإِعْرَاب يَقُول إِنَّمَا أفعل ذَلِك مستحيا فَهُوَ حَال الْعَامِل فِيهَا مُقَدّر الْغَرِيب حلله جمع حلَّة وأصل الْحلَّة أَن تكون ثَوْبَيْنِ الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا أَقمت مَعَ الْأَعْدَاء فِي بلد لِأَنِّي أستحيي من أبي العشائر أَن ألبس خلعته فِي غير بَلَده وَفِيه نقص عَن مدح غَيره كَقَوْلِه
(إنَّ البِلادَ وَإنَّ العَالمِينَ لَكا ... )
لِأَنَّهُ جعل الْبِلَاد وَالنَّاس لذاك وَجعل لأبي العشائر أَرضًا محدودة
22 - الْغَرِيب الوجل الْخَائِف الْفَزع الْمَعْنى يَقُول ثِيَابه فزعة خائفة أَن يُعْطِيهَا جليسه فَهِيَ لَا تشْتَهي أَن تُفَارِقهُ لشرفها بِهِ
23 - الْغَرِيب السيب الْعَطاء والنائل الْعَطاء أَيْضا الْمَعْنى يَقُول هُوَ يهب معروفه وَمن يحملهُ من غلمانه فَيَقُول أول مَا حمله إِلَيْك من الْعَطاء الَّذين يحملونه وجعلهم محمولين وَإِن كَانُوا حاملين لأَنهم اشْتَمَلت عَلَيْهِم الْهِبَة مَعَ الْمَحْمُول فصاروا كَأَنَّهُمْ محمولون
24 - الْإِعْرَاب يُرِيد من الود فَحذف النُّون لسكونها وَسُكُون اللَّام وَمَا هَهُنَا بِمَعْنى التَّقْرِير والتوبيخ

الصفحة 270