كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

أَي صبوه فِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ والدلاص الدروع البراقة وَشن درعه صبها ونثل درعه أَلْقَاهَا عَنهُ وهم مَأْخُوذ من نثلت تُرَاب الْبِئْر نثلا أَي استخرجت مِنْهَا الْمَعْنى هُوَ يحتقر المغافر والرماح على رِوَايَة من روى الْبيض بِفَتْح الْبَاء وَهِي الخوذ وَلَيْسَت بِرِوَايَة جَيِّدَة وَالصَّحِيح كسر الْبَاء وَهِي السيوف وَإِنَّمَا ذَكرنَاهَا وَهِي لَا نحل بِرِوَايَة صَالِحَة كَانَت أَو فَاسِدَة وَالْمعْنَى يحتقر السيوف والرماح دارعا كَانَ أَو حاسرا قَالَ أَبُو الْفَتْح ذكر الدروع بقوله نثله ضَرُورَة أَو يكون ذهب إِلَى الْبدن وَقَالَ الواحدي لَو قَالَ نَسْله بِمَعْنى نَزعه لمَكَان أمدح لَان الْمَعْنى يحتقر السيوف والرماح حاسرا ودارعا يَعْنِي رِوَايَة الْبيض بِفَتْح الْبَاء أَنه يحتقرها أَن يلبسهَا فِي الْحَرْب وَكَذَا الدروع والرماح فَلَا يُقَاتل بهَا لشجاعته وإقدامه وَإِنَّمَا يُقَاتل بِالسُّيُوفِ فَهُوَ يحتقر هَذِه الْأَشْيَاء أَن يستعملها فِي حروبه
37 - الْغَرِيب الْفِقْه الْفَهم قَالَ أَعْرَابِي لعيسى بن عمر شهِدت عَلَيْك بالفقه تَقول فقه الرجل بِكَسْر الْعين وَفُلَان لَا يفقه بِالْفَتْح وأفقهتك الشَّيْء ثمَّ خص بِهِ علم الشَّرِيعَة والعالم بِهِ فَقِيه وَقد فقه بِالضَّمِّ فقاهة وَفقه الله وتفقه إِذا تعاطى ذَلِك وفاقهته إِذا باحثته فِي الْعلم الْمَعْنى يَقُول فهمه وفقاهته هذبت لي فهمه فَهُوَ يفهم شعري وَيعرف جيده وفصاحتي هذبت شعري لَهُ فَأَنا أحملهُ إِلَيْهِ فصيحا لِأَنِّي فصيح قَادر على الفصاحة
38 - الْمَعْنى يَقُول أَنا أَحْمَده كَمَا يحمده السَّيْف لِأَنَّهُ لَا يضْرب إِلَّا فِي مضرب قَاتل وَالسيف لَيْسَ يحمد كل حَامِل فصرت أَحْمَده حمد سَيْفه لَهُ

الصفحة 274