كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
والمتجازى المتقاضى والخريدة الجاريية الحيية وَالْجمع خرائد وخرد والعذارى جمع عذراء وَهِي الْجَارِيَة الَّتِي لم تفتض والمكسال الفاترة القليلة التَّصَرُّف الْمَعْنى يَقُول رُبمَا جَازَت على الْإِحْسَان إِلَى من يوليه جَارِيَة ضَعِيفَة الْحَرَكَة عاجزة عَن كل شَيْء وَهَذَا كُله حث لنَفسِهِ على الْجَزَاء وَترك التَّقْصِير فِيمَا يُمكن ثمَّ ضرب لهَذَا مثلا فَقَالَ الْبَيْت بعده
4 - الْغَرِيب الصهيل والصهال للْفرس مثل النهيق والنهاق للحمار وصهل يصهل بِالْكَسْرِ صهيلا فَهُوَ صهال وَقد ضرب الْمثل لنَفسِهِ فِي عَجزه عَن الْمُكَافَأَة بِالْفِعْلِ بفرس أحكم شكاله فعجز عَن الجري لكنه يصهل الْمَعْنى يَقُول إِن لم أقدر على المكاشفة بنصرتك على كافور فَأَنِّي أمدحك وأشكرك إِلَى أَوَان قدرتي على النُّصْرَة فَإِن الْجواد إِذا شكل عَن الْحَرَكَة صَهل شوقا إِلَيْهَا وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء إِن كَانَت حالتي ضيقَة عَن مكافأتك فعلا جازيتك قولا وَجعل التصهال مثلا لثنائه على الممدوح وَكَانَ فاتك هَذَا الممدوح ينطوي عَليّ بغض كافور ومعاداته وَكَانَ أَبُو الطّيب يُحِبهُ ويميل إِلَيْهِ وَلَا يُمكنهُ إِظْهَار ذَلِك خوفًا من الْأسود
5 - الْغَرِيب السيان المثلان وإكثار وإقلال بِمَعْنى الْكثير والقليل الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح مَا رَأَيْت أَبَا الطّيب أشكر لأحد مِنْهُ لفاتك وَكَانَ يَقُول حمل إِلَيّ فِي وَقت وَاحِد مَا قِيمَته ألف دِينَار وَالْمعْنَى يَقُول مَا شكرتك عَن فَرح بِمَا أهديته لي لِأَن الْقَلِيل وَالْكثير عِنْدِي سَوَاء
6 - الْغَرِيب البخال جمع باخل ككاتب وَكتاب وصائم وَصِيَام وحاسب وحساب الْمَعْنى يَقُول أَنا أشكر لِأَنِّي أستقبح الْبُخْل بِقَضَاء الْحق وَكَيف أسكت عَن شكر من يجود إِلَيّ بِمَالِه ووده وَالْبر وَالنعْمَة وَأَنا فِي إنعامه
7 - الْغَرِيب روض الْحزن هِيَ الأَرْض الْبَعِيدَة وخصها لبعدها عَن الْغُبَار وسباخ الأَرْض هِيَ الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت لملوحتها وَاحِدهَا سبخَة الْمَعْنى يَقُول زكتْ عِنْدِي صنيعته كَمَا يزكو الْمَطَر الْكثير فِي الأَرْض الطّيبَة وَالْمعْنَى أَن مطر جوده لَا يُصَادف مني سبخَة لَا تنْبت
الصفحة 278