كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَقُول موقع إحسانه مني بَين للمحسنين أَنهم يخطئون مواقع الصَّنَائِع وَمن نصب موقعه فَمَعْنَاه أَنْت غيث بَين موقعه للناظرين لِأَنَّهُ أَتَى على مَكَان أثر فِيهِ أحسن تَأْثِير ثمَّ قَالَ مبتدئا إِن الغيوث يُرِيد أَنَّهَا تَأتي على الأَرْض السبخة وَقَالَ أَبُو الْفَتْح والخطيب الْغَيْث كالجاهل فَهُوَ يمطر الْمَكَان الطّيب والقبيح وَهَذَا يُعْطي من هُوَ أهل للعطاء وَهُوَ ضد قَوْله فِي سيف الدولة
(وَشَرُّ مَا قَنَصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ ... شُهْبُ الُبزَاةِ سَوَاءٌ فيهِ والرَّخَمْ)
9 - الْمَعْنى يَقُول لَا يدْرك السِّيَادَة وعلو الْقدر إِلَّا من يفعل مَا يشق على الكرماء الْفُضَلَاء
10 - الْغَرِيب يمناه يَمِينه الْمَعْنى لَا يدْرك الْمجد وَارِث ورث أَبَاهُ مَالا لِأَن الممدوح لم يَرث أَبَاهُ لِأَنَّهُ كَانَ جوادا فَلم يخلف مَالا ويمناه جهلت مَا وهبت لكثرته وَلَيْسَ هُوَ سئالا وَلَا كسوبا بِغَيْر سَيْفه لَا يطْلب حَاجته إِلَّا بِالسَّيْفِ
11 - الْإِعْرَاب الضميران فِي لَهُ وأفهمه يعودان على السَّيِّد الفطن الْمَعْنى يَقُول عرفه الزَّمَان أَن المَال لَا يبْقى ففهم ذَلِك عَن الزَّمَان فَفرق مَاله فِيمَا يُورث الْمجد وَلم يكن ثمَّ قَول وَلكنه اتعظ وَاعْتبر بتصاريف الزَّمَان وَقَالَ أَبُو الْفَتْح أكْرم النَّاس من تَعب فِي جمع الْأَمْوَال بِالسَّيْفِ ثمَّ يَهَبهَا بعد وَقَالَ الْخَطِيب من رأى الممسكين وموتهم عَن الْأَمْوَال وتخليتها للأعداء فقد أرَاهُ الزَّمَان فيهم العبر فَكَأَنَّهُ حذره عَن الْإِمْسَاك وَالزَّمَان لم يقل قولا حَقِيقَة وَإِنَّمَا رأى تصاريفه فاتعظ فَكَانَ كمن قَالَ لَهُ الْبَيْت بعده
12 - الْمَعْنى يَقُول تعلم الفناة إِذا هزها أَن بهَا أشقياء خيل وأبطال لِكَثْرَة مَا قد عودهَا
13 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا قبل كفاتك وَدخُول الْكَاف منقصة جعل لَهُ شَبيه فانتقص بذلك وَإِنَّمَا قولي كَالشَّمْسِ وَإِن كَانَت لَا شَبيه لَهَا وَالْكَاف زَائِدَة كَقَوْل
الصفحة 279