كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
رؤبة
(لَو أحِقُ الأقْرَابِ فِيهَا كالمَقَقْ ... )
أَي فِيهَا مقق وَهُوَ الطول وَلَا يُقَال فِيهَا كالطول إِلَّا على زِيَادَة الْكَاف وَأنْكرهُ الواحدي وَقَالَ لم يعرف ابْن جنى مَعْنَاهُ وَقَالَ الْكَاف زَائِدَة وَجَمِيع الْبَيْت مَبْنِيّ على الْكَاف فَكيف يُمكن زيادتها أَلا يرى أَنه قَالَ وَدخُول الْكَاف منقصة أَي أَنَّهَا توهم أَن لَهُ شَبِيها وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ كَالشَّمْسِ وَلَا مثل للشمس وَقَالَ الْخَطِيب لَا يدْرك الْمجد إِلَّا رجل صِفَاته هَذِه الَّتِي ذكرت ثمَّ شبهه بفاتك ثمَّ استدرك ذَلِك بقوله وَدخُول لكاف منقصة إِذا قلت هُوَ كفلان فقد جعلت لَهُ مثلا وَإِنَّمَا ذَلِك مجَاز وَتوسع كالشيء المستحسن يشبه بالشمس على الظَّاهِر وَلَيْسَ لَهَا مثل وَاجعَل أَبُو الْفَتْح الْكَاف زَائِدَة وَلَيْسَ الْمَعْنى كَذَلِك إِنَّمَا هُوَ بضده
14 - الْإِعْرَاب الرِّوَايَة الصَّحِيحَة وَبهَا قَرَأت نصب الْأسد بإعمال إسم الْفَاعِل الْغَرِيب البراثن من السبَاع وَالطير بِمَنْزِلَة الْأَصَابِع من الْإِنْسَان والمخلب ظفر البراثن والأشبال جمع شبْل وَهُوَ ولد الْأسد الْمَعْنى يَقُول هُوَ الَّذِي يَقُود إِلَى الْحَرْب ورجالا كالأسود غذتهم براثنه أَي سيوفه وسلاحه فهن كالبراثن لَهُ وَيُشِير إِلَى غلمانه الَّذين رباهم وضراهم بإسلاب أعدائه مُنْذُ كَانُوا أشبالا إِلَى ان صَارُوا أسدا
15 - الْمَعْنى يَقُول لجودة ضربه يقتل الْمَقْتُول وَمَا يقْتله بِهِ وَهُوَ السَّيْف يُرِيد أَنه يكسرهُ فِي جِسْمه فَجعل ذَلِك قتلا للسيف وَجعل للسيوف آجالا كالناس وَغَيرهم
16 - الْغَرِيب الأهمال والهمال الإيل بِلَا رَاع مثل النفش إِلَّا أَن النفش لَا يكون إِلَّا لَيْلًا والهمل لَيْلًا وَنَهَارًا وإبل همل هاملة وهمال وهوامل وتركتها هملا أَي سدى إِذا أرسلتها ترعى لَيْلًا وَنَهَارًا بِلَا رَاع وَفِي الْمثل اخْتَلَط المرعى بالهمل والمرعى الَّذِي لَهُ رَاع الْمَعْنى يَقُول يهابه أهل الغارات أَن يتَعَرَّضُوا لَهُ فَكَأَن هيبته تغير على غاراتهم وَمَاله همل لَا راعي لَهُ وَلَا يغار عَلَيْهِ لهيبته وَقَالَ الواحدي يجوز أَن يكون الْمَعْنى أَن الأقوام يغيرون على الْأَمْوَال فيحملونها إِلَيْهِ هَيْبَة لَهُ فَكَأَن هيبته تغير على غاره غَيره وَالْمعْنَى أَنه لجلالة قدره وعلو ذكره تهيبه الفرسان فِي غاراتها فتحجم عَن مقاتلة أهماله
الصفحة 280