كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب العير حمَار الْوَحْش والهيق ذكر النعام والخنساء الْبَقَرَة الوحشية والخنس انخفاض قَصَبَة الْأنف وَعرض أرنبته وَالذَّيَّال الثور الوحشي الْمَعْنى يَقُول مَا طلب من الْوَحْش قدر عَلَيْهِ وَالْمعْنَى أَنه كَانَ ملازم الحروب فِي الفلوات وَكَانَ يتقوت بلحوم الْوَحْش وَكَانَ عَارِفًا بصيد الْوَحْش والاقتدار على جَمِيع صنوفه فَمَا اخْتَارَهُ وَاعْتمد عَلَيْهِ لَا يفوت رغبته وَلَا يسْبق أسنته بل يملك جَمِيع أصنافه بركضه وكرم خيله
18 - الْغَرِيب المشهى الَّذِي يُعْطي مَا اشْتهى والعقوة مَا حول الدَّار وَالْآصَال العشايا وَهِي جمع أصيل كيتيم وأيتام وَهُوَ آخر النَّهَار وَإِنَّمَا يستطاب لشدَّة الْحر قبله وَأَنه وَقت هبوب الرّيح وَانْقِطَاع الْحر بأفول الشَّمْس الْمَعْنى يَقُول إِذا أمست الضيوف بأفنية دَاره باتوا مكرمين لَا يشتهون شَهْوَة إِلَّا جَاءَتْهُم كَأَن أوقاتهم آصال لطيبها وَبرد نسيمها وَمَا يتَّصل بهم من شهواتها وَنَعِيمهَا وَفِيه نظر إِلَى قَول حبيب
(أيَّامُنا مَصْقُولَةٌ أطْرافُها ... بِكَ وَالَّليالِي كُلُّها أسحارُ)
19 - الْغَرِيب الْقَارِي المضيف بادرها عاجلها خراذل بِالذَّالِ وَالدَّال الْقطع والأوصال جمع وصل وَهُوَ كل عظم لَا يكسر وَلَا يخلط بِهِ غَيره والشيزي جفان تصنع من خشب أسود وَقيل من الْجَوْز الْمَعْنى يُرِيد لَو اشتهت أضيافه لَحْمه لما بخل عَلَيْهِم بِهِ ولبادرهم بِهِ لِحِرْصِهِ على مسرتهم وَهَذَا من الإفراط الَّذِي يَجْسُر فِيهِ بِمَا لَا يكون إِشَارَة إِلَى اسْتِيفَاء الْغَايَة فِيمَا يُمكن
20 - الْغَرِيب الرزء الْمُصِيبَة وحفزه واحتفزه دَعَاهُ وَدفعه حفزه يحفزه حفزا إِذا دَفعه قَالَ الراجز
(تُرِيحُ بَعْد النَّفَسِ المَحْفُوزِ ... إراحَة الجَدايَةِ النَّفُوزِ)
الْمَعْنى يَقُول الْمُصِيبَة عِنْده ترحل الضَّيْف عَنهُ لَا توجعه الْمُصِيبَة فِي مَاله وَولده وَلَا يوحشه ذَلِك كإيحاش الضَّيْف إِذا ترحل عَنهُ وَالْمعْنَى إِذا رَحل الضَّيْف عَنهُ ناله من ذَلِك مَا ينَال من فقد مَاله وَولده
الصفحة 281