كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الصدى الْعَطش والمحض الَّذِي لم يشب بِمَاء واللقاح جمع لقحة وَهِي النَّاقة الحلوب والسلسال الَّذِي يسهل جريه فِي الْحلق الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا انْصَرف أضيافه أراق بقايا مَا شربوه وَلم يدخروه لغَيرهم لِأَنَّهُ يلقى كل وَارِد بقري جَدِيد من اللَّبن وَالْخمر وَأَرَادَ بصافي اللَّوْن الْخمر وَقَالَ ابْن الإفليلي يروي عَطش الأَرْض بفضلات مَا يسقه أضيافه من اللَّبن وَالْخمر وَمَا يُتَابع لَهُم من الألطاف وَالْبر فيفضل عَنْهُم من ذَلِك مَا يقوم للْأَرْض مقَام السَّقْي وَمَا يحل لَهَا مَحل الْمَطَر
22 - الْغَرِيب القري الضِّيَافَة وعبط آدم إراقته عبيطا والعبيط والعبط الطري من الدَّم وَاللَّحم والساع جمع سَاعَة والنزال والقفال الأضياف مِنْهُم من يرحل ومهم من ينزل الْمَعْنى قَالَ الواحدي كل سَاعَة تَأتي عَلَيْهِ تجدّد ذبحا كَأَن السَّاعَات قفال ونزال يُرِيد أَنه لَا يطعم أضيافه اللَّحْم الغب بل يجدد لَهُم النَّحْر وَالذّبْح كل سَاعَة وَقَالَ أَبُو الْفَتْح كل سَاعَة يريق دَمًا طريا من أعدائه فَكَأَنَّهُ يقري السَّاعَات وَكَأَنَّهَا قوم ينزلون عَلَيْهِ فَجعل أَبُو الْفَتْح الدَّم من الْأَعْدَاء وَالْمعْنَى أَنه يعم سَاعَات زَمَانه بدماء يسفكها فِيهَا
23 - الْمَعْنى يُرِيد بالنفوس الدِّمَاء وَمِنْه سَالَتْ نَفسه وَمِنْه بَيت الحماسة للسمؤل
(تَسِيلُ عَلى حَدّ الظَّباةِ نُفُوسُنا ... وَلَيْستْ على غَيرِ الظُّباةِ تَسيلُ)
وأغنام جمع غنم وآبال جمع إبل على التكثير الْمَعْنى تجْرِي النُّفُوس حوله مختلطة وَيكثر إِتْلَافه لَهَا ممتزجة مِنْهَا نفوس أَعدَاء يبلغهَا بِالْقَتْلِ وأغنام وإبل يذهبها بالعقر وَالذّبْح فَمِنْهَا نفوس تذْهب بالإكرام والضيافة وأنفس تذْهب بالإيقاع والمخافة فساعاته مشمومة بالحالتين مغمورة بِهَذَيْنِ الْأَمريْنِ وَهُوَ من قَول البحتري
(مَا انْفكَّ مُنتْصَيا سَيْفي وَغًى وَقِري ... عَلى الكَوَاهِلٍ تَدمي والعَوَاقِيِبٍ)

24 - الْغَرِيب النائل الْعَطاء والأطيفال جمع طِفْل وهم صغَار الصّبيان وَصغر الْجمع على اللَّفْظ الْمَعْنى يصف عُمُوم بره وَأَن الْبعيد والقريب فِيهِ سَوَاء والطفل الَّذِي لَا يقدر على

الصفحة 282