كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْمَعْنى يُرِيد وأكني أَيْضا بالسمر والرماح السمر وَيَعْنِي بجناها مَا يجتني بهَا من الْمَعَالِي الَّتِي يرتقي إِلَيْهَا بالعوالي يَقُول فالمعالي هِيَ أحبائي ورسلي الَّتِي تَتَرَدَّد بيني وَبَينهَا الأسنة فَأَنا خَاطب للمعالي بِالرِّمَاحِ وَالْمعْنَى أَن يَجْعَل مَا يظهره من الضعْف والمحبة خَالِصا للرماح ويعتقد أَن مَا يجتنيه بهَا كالأحباب الَّذين ينحو نحوهم وَيجْعَل كعاب أطرافها إِلَيْهِم الرُّسُل
6 - الْغَرِيب الغر الْبيض والنجل الواسعة الْمَعْنى يَقُول أعدمني الله قلبا لَا يكون فِيهِ فضلَة عَن الِاشْتِغَال بالحبيب وَالتَّصَرُّف فِي أَسبَاب الْعِشْق والكلف بِحسان النِّسَاء ذَوَات الثنايا الْوَاضِحَة والعيون النجل الفاترة وأعدمني الله قلبا لَا ينْزع من الْأُمُور إِلَى أرفعها وَيحل من منَازِل الشّرف فِي أجلهَا وَأَكْرمهَا
7 - الْغَرِيب حسناء امْرَأَة نكرَة هُنَا وَالْهَاء فِي بلغتهَا تعود على الْغِبْطَة الْمَعْنى قَالَ الْخَطِيب نهى عَن الْحِرْص فِي طلب النِّسَاء يَقُول إِذا هجرتهَا ثمَّ وصلتها كنت أحسن موقع عِنْدهَا وَأنْشط لَهَا فزادت الْغِبْطَة وَإِذا شَكَوْت إِلَيْهَا الهجر وتذللت لَهَا وهنت فِي عينهَا فحرمتك وَصلهَا فضلا عَن تبليغك الْغِبْطَة وَقَالَ الواحدي الْمَرْأَة الْحَسْنَاء إِذا هجرت لم تحرم المهجور غِبْطَة لِأَنَّهَا لَو أَنْعَمت لَهُ بالوصل مَا بلغته الْغِبْطَة وَمن شكا الهجر وَهُوَ العاشق مفعول ثَان لبلغت يُرِيد إِن وصلته لم تبلغه غِبْطَة
8 - الْمَعْنى يَقُول للعاذلة دعيني من لومك أنل من الْعلَا مَا لم ينل قبلي فَإِن الْعلَا الصعبة وَهِي الَّتِي لم يبلغهَا أحد فِي الْأَمر الصعب الَّذِي لم يُدْرِكهُ أحد وَالْأَمر السهل الَّذِي يُدْرِكهُ كل أحد فِي السهل الْوُصُول إِلَيْهِ وَالْمعْنَى لَا يدْرك من الْمَعَالِي مَا تجل قِيمَته إِلَّا بتكليف مَا تعظم مشقته وَمَا كَانَ مِنْهَا يقرب تنَاوله فبحسب ذَلِك يكون تسافله
9 - الْإِعْرَاب الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة لقيان بِضَم اللَّام وَقد خطئَ أَبُو الطّيب فِيهِ
الصفحة 290