كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْإِعْرَاب سكن الْيَاء فِي نَوَاصِيهَا للضَّرُورَة وَمثله
(كأنَّ أيْديِهنَّ بالقْاعِ القَرقْ ... )
وَالضَّمِير فِي نَوَاصِيهَا لخيل الْأَعْدَاء وَإِن لم يجر لَهَا ذكر الْغَرِيب النبل سِهَام الْعَرَب وصاحبها نابل ونبال وَسَائِر سِهَام الْعَجم النشاب قَالَ الْأَعْشَى وَهُوَ يذكر عجم الْفرس يَوْم ذِي قار
(لَمَّا أمالُوا إِلَى النُّشَّابِ أيْديِهُمْ ... مِلْنا ببِيِضٍ تَظَلُّ الهَامَ يخْتطِفُ)
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس
(ولَيْس بذِي سَيْفٍ ولَيس بنَبَّالِ ... )
الْمَعْنى يَقُول نرمي نواصي خيل الْأَعْدَاء إِذا سميناك بِمَا هُوَ أقتل لَهَا من نشابنا والنشاب عَرَبِيّ مَأْخُوذ من نشب فِي الشَّيْء علق
17 - الْإِعْرَاب جعل الظّرْف نكرَة فأعربه فَكَأَنَّهُ قَالَ أَولا وَقد قَرَأَ الْجعْفِيّ والجحدري لله الْأَمر من قبل وَمن بعد وَقَالَ الشَّاعِر
(فَساغ لَي الشَّرابُ وكُنْت قَبْلاً ... أكادُ أَغَصُّ بالمَاء الحْميمِ)
وَأنْشد أَبُو زيد لخاله بن سعد الْمحَاربي وَكَانَ جاهليا
(حَبَوْتُ بِها بني سَعْدِ بْنِ عَوْفٍ ... على مَا كَانَ قَبْلٌ منْ عِتابِ)
الْمَعْنى يَقُول للممدوح إِن كنت أَتَيْتنَا على عقيب وقعتنا وَلم تشهد مَا قصدت لَهُ من نصرتنا فَلم يهْزم الْأَعْدَاء قبل ورودك إِلَّا بذكرك ولولاك لما قَدرنَا عَلَيْهِم وَلما ظهرنا عَلَيْهِم إِلَّا بِمَا أحَاط بِنَا من سعدك وعلو جدك فَأَنت الْغَالِب لَهُم فِي الْمَعْنى
18 - الْغَرِيب السنابك مقادم الحوافر وَاحِدهَا سنبك والسبل الطّرق الْوَاحِد السَّبِيل الْمَعْنى يَقُول مازلت قبل اجتماعي بك أطوي الْقلب على نِيَّة فِي قصدك وحاجة من النهوض إِلَى أَرْضك فَصَارَ ذَلِك الْوَفَاء بِعْ بَين سنابك الْخَيل الَّتِي يسْتَعْمل ركضها ومناهج السبل الَّتِي يسْتَأْنف قطعهَا فَهِيَ حَاجَة لَا تدْرك إِلَّا بِقطع الْمسَافَة وَمَا أحسن مَا كنى بِهِ عَن الْمسير إِلَيْهِ
الصفحة 293