كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الْجِيَاد جمع جواد وَهِي الْخَيل الْكِرَام وغرائب جمع غَرِيبَة وَهِي الغريبة من النَّاس بِمَا حازت من الْأَخْلَاق الَّتِي لَا تُوجد فِي سواهَا الْمَعْنى يَقُول لَو لم تسر نحونا لبادرنا إِلَيْك مُسْرِعين بأنفس تُؤثر الْجِيَاد على الْأَهْل وَلَا تأنس إِلَّا بِمَا يوفر حظها من الْفضل وَالْمعْنَى أَنه يخْتَار السّفر على الْإِقَامَة وَالنّصب على الدعمة تحصيلا للذّكر والشرف
20 - الْغَرِيب الْمرجل الْقدر يغلي من الغليان بالطبخ الْمَعْنى يَقُول ولبادرنا نَحْوك بخيل تصيد قبل المرعى فَلَا ترعى الرياض قبل صيد الْوَحْش وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا يلْحقهَا الكلال فيمنعها من صيد الوحوش بعد طي المراحل وَالْمعْنَى كُنَّا نقصدك بأنفس الْكِرَام وخيل كرام لَا يُنكر سبقها عتاق لَا يستكره خلقهَا إِذا عنت لَهَا سوانح الْوَحْش وأحاطت بهَا خمائل الرَّوْض أَبَت أَن تطمئِن راتعة وتستقر وَادعَة حَتَّى تدْرك مَا تحاول من الْوَحْش قَالَ الواحدي وَهَذَا من قَول امْرِئ الْقَيْس
(إذَا مَا رَكِبْنا قالَ وِلْدَانُ أهْلِنا ... تَعالَوْا إِلَى أنْ يَأتِيَ الصَّيدُ يخَطْبِ)

21 - الْمَعْنى يَقُول كَانَ فِي عزمنا ان نقصدك وَالْقَصْد مقترن بِفضل القاصد فَلَمَّا اتّفق ورودك كَانَ الفضلان لَك لِأَنَّك جئتنا وَلم تحوجنا إِلَى مسير إِلَيْك فلك فضل تنفرد بِهِ دون النَّاس وَفضل كسبته بقصدك إِلَيْنَا
22 - الْإِعْرَاب أَرَادَ يتتبع فأدغم التَّاء فِي أُخْتهَا لما أسكنها وَمثله يطير الْغَرِيب الوبل الْمَطَر الْكثير والرائد الَّذِي ترسيله الْقَوْم فيطلب لَهُم الْكلأ الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ من يقْصد الْخَيْر كمن يَأْتِيهِ بِلَا قصد وَلَا تَعب فَلَيْسَ من يطْلب الْمَطَر كمن يمطر فِي دَاره وَقَالَ الواحدي إِنَّهُم بِسَبَب إِتْيَانه إِلَيْهِم صَارُوا كالمطور ببلدته لَا يتعنى فِي الرياد وَطلب الْموضع الممطور وَقَالَ الْخَطِيب أَنْت كالسحاب الَّذِي جَاءَنَا مطره وَلم يجوجنا إِلَى السّفر لترعى مَا أَنْبَتَهُ فِيمَا بعد من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة الَّتِي تقصد للمرعى

الصفحة 294