كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يَقُول وَلست مِمَّن يَدعِي الشوق وَلَا يصدق ذَلِك يظاهر فعله ويحتج فِي ترك الزِّيَارَة بِمَا ترادف عَلَيْهِ من شغله يُرِيد أَنه لَو تَأَخّر عَن قدومه الْكُوفَة لقصده أَبُو الطّيب وَلم يحْتَج بشغل فالمدعي الشوق إِذا تعلل بِالشغلِ كَانَ كَاذِبًا فِي دَعْوَاهُ وَلِأَن المشتاق الصَّادِق لَا يمنعهُ عَن الزِّيَارَة مَانع وَلَا يقطعهُ عَنْهَا قَاطع وَمَا أحسن قَول من قَالَ
(بعيدٌ عَن الكَسْلانِ أوْ ذِي مَلالَةٍ ... وأمَّا عَلى المُشْتاقِ فَهْوَ قَرِيبُ)

24 - الْغَرِيب الشويهات تَصْغِير شَاة يرد على الْوَاحِد وَجَمعهَا بِالتَّاءِ وَالْألف كجفان وجفنات وَالْإِبِل وَالْإِبِل وَاحِد الْمَعْنى يَقُول أَرَادَت كلاب هَذِه الْقَبِيلَة وَهِي من قيس عيلان وهم الَّذين قصدُوا الْكُوفَة وَقَاتلهمْ أَهلهَا قبل قدوم هَذَا الديلمي الممدوح يُرِيد أَنهم قَبيلَة ضَعِيفَة يرعون الْإِبِل وَالشَّاء تعرضوا بجهلهم إِلَى طلب دولة ثمَّ قَالَ وَلمن تركُوا رعي الْإِبِل وَالْغنم إِذا أَرَادوا أَن يَكُونُوا ملوكا يُرِيد أَن الْملك لَا يَلِيق بهم وَإِنَّمَا يَلِيق بهم الرَّعْي
25 - الْغَرِيب الضَّب دَابَّة وَجمعه ضباب واضب مثل كف وأكف وَفِي الْمثل أعق من ضَب لِأَنَّهُ يَأْكُل حسوله وَالْأُنْثَى ضبة وَسَماهُ خبيثا لِأَن الْفُقَهَاء اخْتلفُوا فِي أكله فَمنهمْ من قَالَ هُوَ حَلَال لِأَنَّهُ أكل على مائدة رَسُول الله
فِي الصَّحِيح من حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد وَعبد الله بن عَبَّاس فِي بَيت مَيْمُونَة خالتهما وَلم يَأْكُل مِنْهُ رَسُول الله
وَقَالَ إِنَّه لم يكن بِأَرْض قومِي فأجدني أعافه وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه مَكْرُوه لِأَن رَسُول الله
لم يَأْكُلهُ وعافه فَالْأولى اتِّبَاع الرَّسُول
الْمَعْنى يَقُول أبي الله أَن يظفرها من ذَلِك بِمَا طلبته ويعيها على مَا محاولته وَأَن يتْرك الْوَحْش مُنْفَردا عَن مجاورتها عادما لما هُوَ عَلَيْهِ من مساكنتها وَأَن يُؤمن الضَّب الْخَبيث من تصيدها لَهُ وَمن تقومها بِهِ يُرِيد أَنهم أهل بادية هَذَا شَأْنهمْ فيأبى الله لَهُم إِلَّا هَذَا ويأبى لَهُم أَن يَكُونُوا ملوكا
26 - الْغَرِيب الطمرة الْفرس العالمية الْكَرِيمَة والسحوق النَّخْلَة الطَّوِيلَة يُقَال

الصفحة 295