كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب المَال السَّائِمَة من الْإِبِل وَغَيرهَا والهزال الضعْف والإضاعة يُقَال هزل فلَان إبِله هزلا إِذا أضاعها حَتَّى تهزل والهزل ضد السّمن يُقَال هزلت الدَّابَّة على مَا لم يسم فَاعله هزالًا وهزلته أَنا هزالًا فَهُوَ مهزول وأهزل الْقَوْم أَصَابَت مَوَاشِيهمْ سنة فهزلت الْمَعْنى يَقُول حذرت الهزال على نعمهم وَقد ذلوا بِالْقَتْلِ والهزيمة وَمَا لحقهم من الذل شَرّ مِمَّا يحذرون على أَمْوَالهم من الهزال وَالْمعْنَى أَنَّهَا تحاذر على أموالها الضّيَاع والهزال وتستهل لأنفسها الصغار والإذلال وَأشْهد أَن الذل أَشد من الهزال وَإِن الصغار أوجع لقلوب الْأَحْرَار من الْفقر
30 - الْغَرِيب السجايا الْخَلَائق وَاحِدهَا سجية الْمَعْنى يَقُول أَهْدَت ألينا لِأَنَّهَا كَانَت سَببا لقدومه وَمَا أحسن مَا قَالَ غير قاصدة وَالْمعْنَى أَهْدَت إِلَيْنَا بَنو كلاب بِمَا أظهرته من الْعِصْيَان وأعلنت بِهِ من خلاف السُّلْطَان غير عامدة إِلَى مَا أهدته وَلَا قاصدة إِلَى مَا أوجبته من قدوم الْأَمِير دلير كريم الْخَلَائق مشكور الْمذَاهب يسْبق فِي الإفضال فعله قَوْله ويتقدم فِي الْإِحْسَان إنجاز وعده
31 - الْغَرِيب الرزايا الفجائع وآثار الأسنة الْجِرَاحَات الَّتِي تحدثها الرماح والفتل جمع فَتِيلَة وَهِي الَّتِي تجْعَل فِيهَا الطَّبِيب المرهم ليوصله إِلَى الْجرْح الْمَعْنى يُرِيد أَنه تتبع أثار الفجائع فسلى عَنْهَا بجوده وتقصي بقايا المكاره فعزى عَنْهَا بِفِعْلِهِ وتلافى ذَلِك كَمَا تتلافى جراح الأسنة بالفتل الَّتِي تجبر وتدفع عواديها وألمها وَفِيه نظر إِلَى قَول بشامة بن حزن
(بِيضٌ مَفارِقُنا تَغْليِ مرِاجِلنا ... نَاْسو بأمْوالِنَا آثارَ أيْديِنا)
32 - الْإِعْرَاب الثاكلات فِي مَوضِع نصب عطفا عَن كل تَقْدِير شفي كل والثاكلات وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع جر والعطف أولى وَأظْهر الْغَرِيب الثاكلات جمع ثاكلة وَهِي الَّتِي ثكلت وَلَدهَا بِمَوْت أَو قتل وَهن المفجعات والنوال الْعَطاء الْمَعْنى يَقُول أدْرك آثَار النَّاس وشفاهم بِسَيْفِهِ وشفى الثاكلات من ثكلهن وَالْمعْنَى أَنه عَم بِالْإِحْسَانِ وَالْفضل وأجار بكرمه من نَوَائِب الدَّهْر

الصفحة 297