كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الثمل السَّكْرَان والثمل السكر الْمَعْنى قَالَ الواحدي قَالَت لي عاذلتي على الْعِشْق أَلا تصحو من بطالتك فَقلت لَهَا أَخْبَرتنِي فِي فحوى كلامك حِين أَمرتنِي بالصحو إِن الْهوى سكر لَان الصحو لَا يكون من غير السكر وَهَذَا إِشَارَة إِلَى أَنه كَانَ غافلا عَن حَال نَفسه لشدَّة هيمانه وَإِنَّمَا نبهته على أَنه سَكرَان من الْهوى انْتهى كَلَامه وَالْمعْنَى قلت لَهَا إِن الْهوى سكر يغلب على الْعقل والمبتلى بِهِ لَا يصغي إِلَى الْمَلَامَة والعذل
11 - الْغَرِيب فناخسر من أَسمَاء الدليم وَهُوَ اسْم عضد الدولة وصبحكم أَتَاكُم صباحا للغارة يُقَال صبحهمْ وصبحهم مشددا ومخففا إِذا أَتَاهُم صباحا للغارة قَالَ الشَّاعِر
(ونْحنُ صبَحْنا آل نجْران غَارة ... تمِيم بْن مُرّ والرّماح الدَّواعسا)
تَمِيم بن مر بدل من غَارة والرماح معطوفة عَلَيْهِ والغزل الكلف بِأُمُور النِّسَاء الْمَعْنى يَقُول لَو أصبح أَرْضك هَذَا الممدوح مَعَ عفته وجده فِي الْأُمُور واعتبرنا جيشان بجيوشه وبرزت لَهُ وَحدك لعافه غزل الْحبّ عَمَّا استظهر بِهِ من الجموع للحرب قَالَ أَبُو الْفَتْح مَا أحسن مَا كنى عَن الْهَزِيمَة بقوله عاقه الْغَزل وَقَالَ ابْن فورجة لَو كَانَت هَذِه إِحْدَى السعالي لما هزمت أحد فَكيف عضد الدولة وَمَا وَجه الْهَزِيمَة عَمَّن تُوصَف بالْحسنِ وَيُقَال فِيهَا بدوية فتنت بهَا الْحلَل وَإِنَّمَا هَذَا وصف لعضد الدولة بالرغبة عَن النِّسَاء والتوفر على الْجد ثمَّ لما بَالغ فِي وصف هَذِه وَأَرَادَ الْخُرُوج إِلَى الْمَدْح أَتَى بالغاية فِي ذكر حسنها حَتَّى لَو أَن عضد الدولة مَعَ توفره وجده على تَدْبِير الْملك لَو تعرضت لَهُ هَذِه الْمَرْأَة لقدحت فِي قلبه غزلا عاقه عَن الرُّجُوع عَنْهَا أَلا ترَاهُ يَقُول بعده مَا كنت فاعلة وضيفكم وَكَيف يُضَاف المنهزم وَإِنَّمَا غلط أَبُو الْفَتْح لما سمع قَوْله وَتَفَرَّقَتْ عَنْكُم كتائبه وَإِنَّمَا تتفرق عَنْكُم حِينَئِذٍ عَنْهُم لتوفرها على الْغَزل وَاللَّهْو وَلَذَّة الظفر بالحبيب
12 - الْغَرِيب الْكَتَائِب جمع كَتِيبَة وَهِي جمَاعَة من الْخَيل الْمَعْنى يَقُول لتفرقت كتائبه عَنْكُم ويئست عَمَّا تحاوله مِنْكُم والملاح خوادع الْعُقُول والكلف بِهن من أَسبَاب الذهول

الصفحة 302