كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يَقُول مَا كنت فاعلة وضيفك ملك الْمُلُوك وَسيد السادات وسبيل من حل بِهِ أَن يظْهر إجلاله وإعظامه وَأَن يلْتَزم مبرته وإكرامه وشأنك الْإِعْرَاض وَالْبخل وخلقك التثاقل والكسل
14 - الْغَرِيب الْقرى مَا يتَكَلَّف للضيف من الطَّعَام وَغَيره الْمَعْنى يَقُول أَكنت تمنعين من قراه فتفتضحى فِي فعلك أم تسمحين بذلك فتخرجي عَن الْمَعْهُود من أَمرك
15 - الْغَرِيب الْجور خلاف الْعدْل وَأَصله الْميل عَن الْحق وَعَن الطَّرِيق والوجل وَالْخَوْف الْمَعْنى يَقُول لَا يحل بِحَيْثُ حل من مَنَازِله وَلَا يصير فِيمَا يسْتَقرّ بِهِ من موَاضعه بخل وَلَا وَجل يعْتَرض فِيمَا بسط الله لَهُ من الدعة والأمن
16 - الْغَرِيب الطنب اعوجاج فِي الرمْح الْمَعْنى يَقُول لاستقامته واعتداله فِي الْأُمُور إِذا ذكرنَا اسْمه اعتدل لَهُ الرمْح المعوج
17 - الْمَعْنى يَقُول أَنه سَاس الْملك وَأحسن سياسته وعمرت الأَرْض بِهِ أحسن عمَارَة وأربى فِي إحاطته على الْمُلُوك الَّذين كَانُوا قبله وَزَاد على سير الْحُكَمَاء الْأَوَّلين فَإِن لم يكن من قبله من الْمُلُوك عجز عَمَّا أبداه فِي السياسة وَأظْهر فقد قصر فِي أَن أهمل ذَلِك وأغفله وَالْمعْنَى غفلوا عَن ذَلِك حَيْثُ لم يَسِيرُوا فِي الرَّغْبَة بسيرته الْكَرِيمَة
18 - الْغَرِيب ابْن بجدتها عَالم بدخلها وَمَا يشكل من أمورها يُقَال هُوَ عَالم بيجدة أَمرك بِفَتْح الْبَاء وَبِضَمِّهَا وبضم الْبَاء وَالْجِيم أَيْضا أَي بدخلة أَمرك يُقَال عِنْده بجدة ذَلِك أَي علمه وَيُقَال للْعَالم بالشَّيْء هُوَ ابْن بجدته الْمَعْنى يَقُول حَتَّى ملك الدُّنْيَا عضد الدولة وَكَانَ عَالما بهَا وبضبط أمورها وسياسة أَهلهَا فَشَكا إِلَيْهِ سهلها وجبلها فدبر أَمر الدُّنْيَا الرئيس الْجَلِيل الْبَصِير بمصالحها لما شكا إِلَيْهِ السهل والجبل مَا لحقهما من الْخلَل

الصفحة 303