كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
وتتابع عِنْدهم من الْإِحْسَان والبذل فللشكل الَّتِي جلبوها عمل فِي خيله وللعقل الَّتِي حملوها تصرف فِي بخته وَالْبخْت الْإِبِل العجمية وَهِي غير الْعَرَبيَّة وَهِي صُورَة على الْبرد والمطر غير صابرة على الْحر والعطش
24 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح تلى مواهبه أَمر خيله وَإِبِله كَمَا يُقَال فلَان على يَدي عدل أَي قد ملك أمره عَلَيْهِ فَصَارَ أَحَق بِهِ مِنْهُ وَهِي يَعْنِي الْإِبِل وَالْخَيْل وَمَا بَقِي مِنْهَا بعد مَا وهبه لقوم آخَرين أَو الْبَدَل عينا أَو وَرقا وَقَالَ الْخَطِيب خيله وَإِبِله الَّتِي تأخذها الْوُفُود ثَلَاثَة أَصْنَاف فإمَّا أَن تكون موفورة قد كَانَ قبلهَا غَيرهَا فَهِيَ تسلم إِلَيْهِم وَإِمَّا أَن تكون قد بقيت مِنْهَا بَقِيَّة فهم المحكومون فِيهَا وَإِمَّا أَن تكون استبدال غَيرهَا فهم يَأْخُذُونَ الْبَدَل وَقَالَ المعري يهب أَوَائِل خيله وَإِبِله لأوائل الْوُفُود وبقيتها لمن يُفِيد بعد فَإِذا لم يبْق شَيْء وهب فِي الْوَقْت بدلهَا من الْعين وَالْوَرق وَقَالَ الواحدي تملك مواهبه مَاله من الْخَيل وَالنعَم فَهِيَ أَي الْخَيل تمسي على أَيدي مواهبه أَي تلى أمرهَا وتتصرف فِيهَا أَو بقيتها يَعْنِي مَا فضل مِنْهَا من قوم آخَرين أَو بدلهَا من الْعين وَالْوَرق يُرِيد أَن جَمِيع مَاله فِي تصرف مواهبه وَالْمعْنَى أَن تِلْكَ الْخَيل وَالْبخْت تمسي مَقْبُوضَة من قاصديه محوزة فِي تملك مؤمليه وَأَصله إِلَيْهِم على أَيدي مواهبه وَمَا بَقِي من حمل مواهبه فَإِن سبق إِلَى بَعْضهَا المتقدمون من عفاته والأولون من وفوده كَانَ لمن تلاهم من قصاده مَا بَقِي من حملهَا أَو مَا يعتاضه من بذل بدلهَا
25 - الْغَرِيب السبل بِالتَّحْرِيكِ الْمَطَر وَهُوَ بَين السَّحَاب وَالْأَرْض حِين يخرج من السَّحَاب وَلم يصل إِلَى الأَرْض والأسل الرماح الْمَعْنى يَقُول النَّاس مشتاقون إِلَى عَطاء يَده والرماح تنْبت شوقا إِلَى أَن يُبَاشِرهَا ويستعملها فِي الْحَرْب وَفِي الْبَيْت التَّقْدِيم وَتَأْخِير يُرِيد ينْبت الأسل شوقا إِلَى الممدوح يُرِيد إِلَى مباشرتها بِيَدِهِ يَعْنِي يشتاق إِلَى سبل يَده الَّتِي تنسكب بِالنعَم وَتفِيض بالآلاء والمنن وينبت الأسل رَغْبَة فِيمَا يتَّصل بذلك البل من الحكم وَمَا يتَصَرَّف بِهِ فِي الْحَرْب وَالسّلم وَفِيه تَنْبِيه على انه جواد شُجَاع
26 - الْإِعْرَاب روى من سبل بِالْحجرِ أبدله من الأول وَمن رَفعه جعله خير أبتداء مَحْذُوف
الصفحة 305