كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
الْغَرِيب الحواذن نبت وَالنَّفْل نبت طيب الرّيح قَالَ الْقطَامِي
(ثُمَّ اسْتَمَرَّ بِها الحادِي وَجَنَّبّها ... بَطْنَ الَّتِي بَطْنُها الحواذِنُ وَالنَّفلُ)
الْمَعْنى يَقُول هُوَ مطر ينْبت بِهِ الْكَرم وَالْمجد وَيكثر عَلَيْهِ الشُّكْر وَالْحَمْد وَلَيْسَ ينْبت بِهِ الحواذن وَالنَّفْل وَلَا يرتعيه الشَّاء وَالْإِبِل
27 - الْغَرِيب اليلل قصر الْأَسْنَان الْعليا وَيُقَال انعطافها إِلَى دَاخل الْفَم رجل إيل وَامْرَأَة يلاء وَرِجَال يل وَنسَاء يل قَالَ لبيد
(رَقَميَّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنْهُمْ وَالأيَلُ)
والأروق الَّذِي تطول ثناياه الْعليا السُّفْلى الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح فيهم يال من كَثْرَة مَا قببل النَّاس حَصى الأَرْض الَّتِي أَقَامَ بهَا بَين يَدَيْهِ كَأَنَّهُمْ قد حدث فيهم أنحاء وانعطاف إِلَى ذَلِك الْحَصَى كَمَا تنعطف الْأَسْنَان على بَاطِن الْفَم وَقَالَ الواحدي بعد نقل كَلَام أَبُو الْفَتْح أَخطَأ ابْن جنى فِي تَفْسِير اليلل بالانعطاف وَقد ذكر الْجَوْهَرِي فِي صحاحه مثل مَا ذكر أَبُو الْفَتْح وَإِلَى عطف على إِلَى الأول
28 - الْغَرِيب الضاحك جمعهَا ضواحك وَهِي الَّتِي بَين الأنياب والأضراس وَهِي ارْبَعْ ضواحك الْمَعْنى يَقُول إِن لم تخالط الْأَسْنَان حَصى أرضه عِنْد الْقبل فَلِمَنْ تصان الْقبل يُرِيد أَنه يسْتَحق التَّقْبِيل إعظاما لَهُ وإجلالا لقدره
29 - الْغَرِيب قَوْله هِيَ الْآيَات وَالرسل كَقَوْلِهِم أَبُو يُوسُف أَبُو حنفية وَكَقَوْلِه تَعَالَى {وأزواجه أمهاتهم} الْمَعْنى يَقُول على وَجهه من نور خالقه قدره تدل على الإعجاز كَمَا تدل الْآيَات وَفِيه إِشَارَة إِلَى بَيته فِي بدر بن عمار
(لَوْ كانَ عِلْمُكَ بِالإلَهِ مُقسَّما ... فِي النَّاسِ مَا بَعَثَ الإلهُ رَسُولا)
وَالْمعْنَى أَن الله ألْقى على وَجه هَذَا الممدوح من الْإِشْرَاق والبهجة والإجلال والمحبة مَا فِيهِ دَلِيل بَين على الْقُدْرَة وتصديق لما أخْبرت بِهِ من الرُّسُل عَن الله تَعَالَى من بَالغ الْحِكْمَة
30 - الْغَرِيب القلل جمع قلَّة وَهِي الرؤوس
الصفحة 306