كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

مَا لَا يحصي كَقَوْلِه
(خُزرٌ عُيُونهُم إِلَى أَعْدَائِهم ... )
وَكَقَوْلِه
(فَلأنْظُرنَّ إِلَى الجِبالِ وَأهْلِها ... وَإلى مَنابِرها بِطرْفِ أخْزَرِ)

35 - الْغَرِيب الْخَال الاختلال الْمَعْنى يُرِيد أَتَاك قومه وَلَيْسَ لَك بهم طَاقَة وَلَيْسَ بهم من الْقَوْم الَّذين بعدوا مِنْهُم وانفصلوا من جُمْلَتهمْ اختلال يُرِيد كَثْرَة عَسْكَر أبي عَليّ الْحسن أبي عضد الدولة وَذَلِكَ ان جمَاعَة من عَسْكَر أبي عضد الدولة انفصلوا عَنهُ ومضوا إِلَى وهسوذان وَلم يلْحق عَسْكَر ركن الدولة بهم اختلال وَأَرَادَ لمن أَتَوْهُ فَحذف عائده وَمن نأوا عَنهُ فَحذف عائده وَالْمعْنَى أَنه أَرَادَ أَن عَسْكَر ركن الدولة كَبِير لَا يخْتل بِمن مضى عَنهُ
36 - الْغَرِيب الرّيّ مَدِينَة مَعْرُوفَة مَا بَين أَرض فَارس وخراسان وَكَانَت قَاعِدَة ركن الدولة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا رازي والفصل الْخُرُوج من قَاعِدَة الِاسْتِقْرَار إِلَى الْعَدو والقفول الرُّجُوع عَن الْعَدو والغزو الْمَعْنى يَقُول لِكَثْرَة جيوشه بِالريِّ لم يشعروا بِخُرُوج هَؤُلَاءِ وَلَا رجوعهم إِلَيْهِم يُرِيد أَنهم لم يعلمُوا بالجيش الَّذِي هزم وهسوذان لقلتهم فِي الْجَيْش وَلَا علمُوا أَنهم قَفَلُوا إِلَيْهِ
37 - الْغَرِيب الوعل التيس الْبري الْمَعْنى يَقُول أَقبلت إِلَى الْحَرْب كالأسد تقدم إقدامه ومضيت مُنْهَزِمًا وَلَا وعل ينهزم انهزامك فَحذف الْخَبَرَيْنِ للْعلم بهما
38 - الْغَرِيب راحهم جمع رَاحَة وَهِي رَاحَة الْكَفّ والمقل جمع مقلة الْمَعْنى يَقُول لَو هسوذان تُعْطِي سِلَاحهمْ واكفهم فِي قتل جيشك وبلوغ المُرَاد من تَفْرِيق جمعك مَا لم تكن الْعُيُون تطمح إِلَى رُؤْيَة مثله وَلَا النُّفُوس تطمع بادراك نيله
39 - الْمَعْنى يَقُول أَحَق الْمُلُوك بترك مملكة ونقلها إِلَى من يغضبها مِنْهُ من خَافَ أَن تنْتَقل الرَّأْس عَنهُ وَإنَّك خفت أَن يقطع رَأسك فنجوت لِئَلَّا ينْتَقل الرَّأْس عَنْك قَالَ أَبُو الْفَتْح لَو قَالَ بترك مملكة لَكَانَ أوجه إِلَّا انه اخْتَار النَّقْل لقَوْله آخرا ينْتَقل

الصفحة 308