كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الجناحين والأوائل والأواخر من هذَيْن العضدين واستعار الجناحين وَجعل الخوافي والقوادم فرسَان الْجَيْش وَلَقَد أحسن فِي هَذَا غَايَة الْإِحْسَان وَقَالَ قوم فِي الْجنَاح عشرُون ريشة أَربع قوادم وَأَرْبع مناكب وَأَرْبع خواف وَأَرْبع أباهر وَأَرْبع كلي
26 - الْغَرِيب الهامات جمع هَامة وَهِي الرُّءُوس واللبات النحور وَاحِدهَا لبة وطابق بَين غَائِب وقادم قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا ضربت عدوا فَحصل سَيْفك فِي رَأسه لم تَعْتَد ذَلِك نصرا وَلَا ظفرا وَإِذا فلق رَأسه وَصَارَ إِلَى اللبة يكون نصرا وَلَا يرضيك مَا دونه وَقَالَ ابْن فورجة إِنَّمَا عَنى سرعَة النَّصْر وَأَنه لم يلبث إِلَّا قدر وُصُول السَّيْف الْمَضْرُوب بِهِ من الهامة إِلَى اللبة كَمَا تَقول نازلت الْعَدو والنصر غَائِب وضربتهم بِالسَّيْفِ وَقد قدم النَّصْر وَالْمعْنَى كسرت الجناحين والقوادم والخوافي بِضَرْب فلق رُءُوس الرّوم وَبلغ لباتهم وتمكنت سيوفك فيهم وجيشهم مهزوم وجمعهم مغلوب والنصر الْغَائِب قد قدم والظهور قد انتظم والتأم وَأَشَارَ بذلك إِلَى أَن هزيمَة الرّوم لم تكن إِلَّا مجالدة وَغَلَبَة وظفر سيف الدولة لم يكن إِلَّا بعد مقاومة
27 - الْغَرِيب الردينيات الرماح المنسوبة إِلَى ردينة امْرَأَة بِالْيَمَامَةِ هِيَ وَزوجهَا يعملان الرماح والشتم السب وَالِاسْم الشتيمة شتم فَهُوَ شاتم الْمَعْنى تركت الرماح فِي الْقِتَال وازدريتها لِأَنَّهَا سلَاح الْجُبَنَاء وَسلَاح الشجعان السَّيْف لمقاربة مَا بَين الْفَرِيقَيْنِ فِي الْقِتَال وَلما اخْتَرْت السَّيْف على الرمْح عير الرمْح لِأَنَّهُ يطعن من بعيد وَالسيف من قريب فَكَأَنَّهُ يشتمه بالضعف وَقلة الْغناء وَالْمعْنَى أَنَّك طرحت الرماح واستقللت فعلهَا وَعدلت إِلَى السيوف عَالما بفضلها واعتمدتها لخبرتك بأمرها فَكَأَنَّهَا شتمت الرماح بتصغيرها لشأنها وإهانتها تسخطا لفعلها
28 - الْغَرِيب الْبيض السيوف والخفاف المرهفة والصوارم القواطع الْمَعْنى يَقُول من ارتقب النَّصْر الْجَلِيل وحاوله وَطلب الْفَتْح الْمُبين فَإِنَّمَا مَفَاتِيح ذَلِك السيوف الصارمة الْخفاف الْمَاضِيَة
29 - الْغَرِيب الأحيدب جبل والنثر التَّفْرِيق الْمَعْنى يَقُول فرقتهم على هَذَا الْجَبَل مقتولين ونثرتهم نثر الدَّرَاهِم على الْعَرُوس فتفرقت مصَارِعهمْ على هَذَا الْجَبَل كَمَا تتفرق مواقع الدَّرَاهِم إِذا نثرت وَهَذَا من محَاسِن

الصفحة 388