كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

أبي الطّيب وَقد أَشَارَ إِلَى أَن سيف الدولة تحكم فِي الرّوم قتلا وأسرا ونثر جيشهم فَوق هَذَا الْجَبَل نثرا
30 - الْغَرِيب وكر الطَّائِر مَوضِع مبيته وَالْجمع وكور والذرا رُءُوس الْجبَال الْمَعْنى يُرِيد أَنه يتبعهُم فِي رُءُوس الْجبَال حَيْثُ تكون وكور الطير فيقتلهم هُنَاكَ فتكثر للطير المطاعم عِنْد بيوتها أَي إِذا أخذُوا عَلَيْك دربا صعدت إِلَيْهِم رُءُوس الْجبَال فتقتلهم هُنَالك فتكثر المطاعم حول الوكور هَذَا كَلَام أَبى الْفَتْح وَنَقله الواحدى وَقَالَ غَيره تدوس بك الْخَيل فِي آثَار الرّوم وكور الطير فِي رُءُوس الْجبَال وقنن الأوعار وَقد كثرت الجثث من الْقَتْلَى حول الوكور بِكَثْرَة من قتلته هُنَالك فرسانك وَمن أهلكه من الرّوم جيشك وغلمانك وَأَشَارَ بذلك إِلَى كَثْرَة الجثث حول وكور الطير مَعَ انتزاح موَاضعهَا وَامْتِنَاع أماكنها إِلَى مَا كَانَ الرّوم عَلَيْهِ من شدَّة الْهَرَب وَمَا كَانَ أَصْحَاب سيف الدولة عَلَيْهِ من قُوَّة الطّلب وَأَنَّهُمْ قتلوهم فِي رُءُوس الْجبَال وأدركوهم فِي أبعد غايات الأوعار
31 - الْغَرِيب الفتخ إناث العقبان واحدتها فتخاء وَسميت بذلك لطول جناحها وَلينه فِي الطيران والفتخ لين المفاصل والأمهات جمع أم فِيمَا لَا يعقل وَقد جَاءَ فِيهِ أُمَّهَات حملا على من يعقل وَالْعتاق كرام الْخَيل والصلادم جمع صلدم وَهِي الْفرس الشَّدِيدَة والصلبة القوية الْمَعْنى يَقُول ظنت فراخ العقبان لما صعدت خيلك إِلَيْهَا أَنَّهَا أماتها لِأَن خيلك كالعقبان شدَّة وَسُرْعَة وضمرا وَقَالَ ابْن الإفليلي تظن فراخ العقبان لِكَثْرَة مَا صيرت حول وكورها من جثث الْقَتْلَى أَنَّك زرتها بأماتها فأمددتها بمطاعمها وأقواتها وَإِنَّمَا فعل ذَلِك صلادم خيلك وَكَثْرَة كتائب جيشك
32 - الْغَرِيب الصَّعِيد وَجه الأَرْض والأراقم الْحَيَّات الْمَعْنى يَقُول إِذا زلقت الْخَيل فِي صعودها الْجبَال جَعلتهَا تمشي على بطونها فِي الصَّعِيد يصف صعوبة ترقيها إِلَى الْجبَال أَي إِذا زلقت لصعوبة مَا تحاوله مشيتهَا على بطونها مُكْرَهَة وأنهضتها على تِلْكَ الْحَال مسرعة كَمَا تتمشى الأراقم فِي الصَّعِيد على بطونها وتسير فِيهِ متمكنة فِي مسيرها
33 - الْغَرِيب الدمستق صَاحب جَيش الرّوم وَقد مر تَفْسِيره فِي مَوَاضِع وَجمعه

الصفحة 389