كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

دماسقة على زِيَادَة التَّاء الْمَعْنى يَقُول أكل يَوْم يقدم عَلَيْك ثمَّ يفر فيلوم قَفاهُ وَجهه على إقدامه فَيَقُول لم أقدمت حَتَّى عرضتني للضرب بهزيمتك وَذَلِكَ أَن إقدامه سَبَب هزيمته وَقَفاهُ من الضَّرْب لائم وَجهه وَأَصْحَابه غير مستشكرين لفعله
34 - الْغَرِيب اللَّيْث الْأسد وَالْجمع الليوث يذوقه يجربه ويختبره وذاق أَي جرب الْمَعْنى يَقُول لَو كَانَ حازما لكفاه مَا يعرفهُ ويسمعه من أخبارك ويشاهده من شجاعتك أَي أَنه يسمع خبرك ويأتيك مُقَاتِلًا ثمَّ ينهزم وَلَو انهزم من غير قتال لَكَانَ أحزم
35 - الْإِعْرَاب جمع فعلة فعلات بِفَتْح الْعين فِي الصَّحِيح وَإِنَّمَا أسكن الْمِيم من حملات ضَرُورَة الْغَرِيب الصهر أهل بَيت الْمَرْأَة عَن الْخَلِيل وَمن الْعَرَب من يَجْعَل الصهر من الأحماء والأختان جَمِيعًا يُقَال صاهرت إِلَيْهِم إِذا تزوجت فيهم وأصهرت بهم إِذا اتَّصَلت بهم وتحرمت بجوار أَو نسب أَو تزوج عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد لزهير
(قَوْدُ الجِيادِ وَصْهارُ المُلُوكِ وَصَبْرٌ ... فِي مَوَطِنَ لَوْ كانُوا بِها سَئِموا)
والغواشم الغواصب الْمَعْنى يَقُول حملاتك عَلَيْهِم الَّتِي تغشمهم وتدقهم وتكسرهم قد فجعتهم بأقاربه فَهَلا اعتبربهم حَتَّى لَا يقدم يُرِيد أَن حملات سيف الدولة فجعت الدمستق بِابْنِهِ وأصهاره وَهُوَ لَا يرتدع بحملاته الغوا شم للأقران العواصب لأنفس الفرسان فَمَا للدمستق لَا يكفه عَن التَّعَرُّض لَهُ مَا أسلف سيف الدولة من الْإِيقَاع
36 - الْغَرِيب الظبا جمع ظبة وَهِي حد السَّيْف والمعاصم جمع معصم وَهُوَ الزند الْمَعْنى يُرِيد أَنه يشْكر أَصْحَابه لِأَن السيوف اشتغلت بهم عَنهُ فشكرهم كَأَنَّهُمْ وقوه السيوف برءوسهم وأيديهم حَتَّى انهزم وَفَاتَ السيوف
37 - الْغَرِيب المشرفية السيوف نسبت إِلَى مشارف وَهِي قرى من أَرض الْعَرَب تَدْنُو إِلَى الرِّيف يُقَال سيف مشرفي وَلَا يُقَال مشارفي لِأَن الْجمع لَا ينْسب إِلَيْهِ إِذا كَانَ على هَذَا الْوَزْن فَلَا يُقَال مهالبي وَلَا جعافري وَلَا مغافري الْمَعْنى يَقُول السيوف لَا يفهم أصواتها أحد لِأَن أصواتها أعاجم غير مفهومة

الصفحة 390