كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

والدمستق يفهم صَوتهَا فِي أَصْحَابه لِأَنَّهُ يسْتَدلّ بذلك على قَتلهمْ فَهُوَ فهم من الطَّرِيق الاعتياد لَا من طَرِيق السماع يَعْنِي إِذا سمع صليلها علم أَنهم مقتولون
38 - الْمَعْنى يَقُول هُوَ مسرور بِمَا أَخَذته من أَصْحَابه وأمتعته حَيْثُ كَانَت الْفِدَاء لَهُ إِذْ نجا هُوَ واشتغل الْعَسْكَر بِأخذ هَذِه الْأَشْيَاء وَلَيْسَ يفرح جهلا بحالته وَإِنَّمَا يفرح بسلامته حَيْثُ نجا مِنْك سالما بِرُوحِهِ وَأمن من غنيمته ففاتك بِنَفسِهِ وطلبته فَلم تنله بحتفه فَهُوَ وَإِن نجا بِرَأْسِهِ غَانِم وَإِن كَانَ مغنوما فالمسلوب إِذا نجا مِنْك بسلبه فَهُوَ غَانِم سَالم وَهَذَا مثل قَول بسطَام بن قيس فِي الْمثل السَّلامَة إِحْدَى الغنيمتين
39 - الْإِعْرَاب رفع هازم خبر لَكِن والتوحيد الْخَبَر الأول كَقَوْلِك حُلْو حامض وَيجوز أَن يكون خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أَي أَنْت هازم الْمَعْنى يَقُول لست فِي هزمك الدمستق ملكا مثله وَلَكِنَّك الْإِسْلَام هزم الشّرك وَلَيْسَ بَينهمَا قِيَاس فِي الْفضل يُرِيد أَنَّك سيف الْإِسْلَام ومقيم أود الْإِيمَان وَملك الرّوم الَّذِي واجهك عماد أهل الْكفْر وَعَلِيهِ مدَار الْأَمر فهزيمتك لَهُ هزيمَة التَّوْحِيد للشرك وظهورك عَلَيْهِ ظُهُور أهل الْحق على أهل الْإِفْك
40 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي بِهِ لمليك وَهُوَ لُغَة فِي ملك وَلَو كَانَ بدل الْهَاء كَاف كَانَ أَجود حَتَّى يكون مُخَاطبا الْغَرِيب مُضر وَرَبِيعَة ابْنا نزار بن معد بن عدنان وَرَبِيعَة رَهْط سيف الدولة والعواصم قلاع وحصون من أَعمال حلب وَقيل هِيَ من الْفُرَات إِلَى حمص الْمَعْنى يَقُول تفتخر بِهَذَا الْملك الْعَرَب كلهَا لَا يخص ربيعَة قومه وتفتخر بِهِ الدُّنْيَا كلهَا لَا الشَّام وَحدهَا فَكل النَّاس يفتخرون بِهِ وَإِن بعد نسبهم عَن نسبه والبلاد تَفْخَر بِهِ وَإِن بعد أَكْثَرهَا عَن بَلَده
41 - الْمَعْنى يُرِيد بالدر شعره يُرِيد أَن الْمعَانِي لَك وَاللَّفْظ لي فَأَنت تعطيه وَأَنا ناظمه لِأَنِّي أصف مكارمك فِيهِ وأقيد فضائلك بِهِ وَهُوَ من قَول ابْن الرُّومِي
(وَدُونَكَ مِنْ أقاوِيلي مَديِحا ... غَدَا لكَ دُرُّهُ وَلى النِّظامُ)

الصفحة 391