كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب تعدو أَي تجْرِي وتسرع والوغى الْحَرْب الْمَعْنى يُرِيد أَنِّي أركب خيلك الَّتِي تهبني فَهِيَ تعدو بِي فِي الْحَرْب فلست مذءوما فِي أَخذهَا لِأَنِّي شَاكر أياديك وناشر ذكرك وَلست نَادِما على مَا أَعْطَيْتنِي لقيامي بِحَق مَا أوليتني
43 - الْإِعْرَاب على مُتَعَلق بِمَا قبله من قَوْله نادم أَي لست نَادِما على كل طيار الْغَرِيب الغماغم جمع غمغمة وَهِي الصَّوْت الْمُخْتَلف وَهِي أصوات الْأَبْطَال فِي الْحَرْب الْمَعْنى يَقُول لست نَادِما على كل فرس طيار وَيجوز أَن يكون على مُتَعَلقا بِمَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ أقصد الوغى على كل طيار يطير بِرجلِهِ أَي يجْرِي فِي سرعَة الطير إِذا سمع صَوت الْأَبْطَال فِي الْحَرْب وَفِيه نظر إِلَى قَول ابْن المعتز
(وَليلٍ كَكُحلِ العَينِ خضْتُ ظلامَهُ ... بأزَرق لمَّاعٍ وَأخْضَرَ صارِمِ)

(وَطَيَّارَةٍ بِالرجْلِ خَوْفا كَأنَّما ... تُصافحُ رُضَّاضَ الحَصَى بِالجَماجِمِ)

44 - الْمَعْنى يَقُول أَنْت السَّيْف الَّذِي لَا ينبوه حد وَلَا يتضمنه غمد وَلَا فِيهِ لمبصره رِيبَة وَلَا تعتصم مِنْهُ جثة لِأَن مقاصده مَوْصُولَة بالنصرومساعيه مكنوفة بجميل الصنع
45 - الْمَعْنى تهنأ هَذِه الْأَشْيَاء بسلامتك لِأَنَّك قوامها فَضرب الْهَام أَنْت أحذق النَّاس بِهِ وَالْمجد أَنْت أكسب النَّاس والعلا أَنْت جَامع شملها وراجي مكارمك الَّتِي لَا تمطل بفضلها وَالْإِسْلَام لِأَنَّك أعززت دَعوته وأبلجت على الْإِشْرَاك حجَّته بأنك سَالم أَي منسأ عمرك متبوع أَمرك
46 - الْمَعْنى لم اسْتِفْهَام إِنْكَار أَي لم لَا يحفظك مَا دمت تفلق هام العدا فَالله لاشك يحفظك لِأَنَّك سَيْفه بك يصول على أعدائه

الصفحة 392