كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- 1 الْغَرِيب أراع أفزع والهمام الْملك الْعَظِيم الهمة والغمام السَّحَاب وسح أمطر الْإِعْرَاب كَذَا فِي وضع نصب صفة مصدر مَحْذُوف أَي روعا كَذَا مثل هَذَا الْمَعْنى يَقُول هَل رَاع ملك جَمِيع الْمُلُوك وَكَذَا أَي كَمَا أرى من روعك إيَّاهُم وَهل تقاطرت الرُّسُل على ملك كَمَا تقاطرت عَلَيْك وَجعل توالي الرُّسُل إِلَيْهِ كسح الْغَمَام وَهَذَا تعجب يُرِيد هَل رَاع ملك قبل هَذَا كل الْمُلُوك حَتَّى خضعوا لَهُ واستجاروا بِهِ وَتَتَابَعَتْ رسلهم عَلَيْهِ حَتَّى كَأَن غماما أمطرهم بِحَضْرَتِهِ
2 - الْغَرِيب دَانَتْ أطاعت الْمَعْنى يَقُول دَانَتْ الدُّنْيَا لأَمره وَبلغ ابعد غاياتها بعفوه وَالْأَيَّام قَائِمَة فِيمَا يبتغيه مجتهدة فِيمَا يحاوله وينويه لَا يسْعَى فِي تَحْصِيل مُرَاد وَالْأَيَّام تسْعَى فِي تَحْصِيل مَا يُريدهُ
3 - الْغَرِيب اللمام الزِّيَارَة القليلة وَمِنْه قَول جرير
(بِنَفْسِيَ مَنْ تَجَنُّبُهُ عَزِيزٌ ... عَلىَّ وَمَنْ زِيارَتُهُ لمام)
الْمَعْنى يَقُول إِذا غزاهم كفاهم أدنى نزُول مِنْهُ لَو اكْتفى هُوَ بذلك لكنه لَا يَكْتَفِي حَتَّى يبلغ أقاصي بِلَادهمْ
4 - الْمَعْنى يَقُول الزَّمَان يتبعهُ من أحسن إِلَيْهِ من النَّاس أحسن إِلَيْهِ الزَّمَان وَمن أَسَاءَ إِلَيْهِ أَسَاءَ إِلَيْهِ الزَّمَان فالزمان فِي النَّاس يتبع خطوه وَلَا يُخَالف أمره وَحكمه حَتَّى كَأَن لكل زمَان فِي يَدَيْهِ زماما يملكهُ بِهِ وخطاما يذلله يُشِير إِلَى قُوَّة سعده وإقبال جده
5 - الْإِعْرَاب لَيْسَ هُنَا تحْتَمل أَمريْن أَحدهمَا أَن يكون استعملها اسْتِعْمَال مَا كَقَوْل الْعَرَب لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَالثَّانِي أَن يكون فِي لَيْسَ ضمير وَحذف تَاء التَّأْنِيث ضَرُورَة والأجود أَن تكون بِمَعْنى مَا فتخلو من الضَّمِير لِأَنَّهُ إِذا جعلهَا فعلا مَاضِيا فَالْوَاجِب أَن يَقُول لَيست تنام

الصفحة 393