كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى أَن الرُّسُل تنام عنْدك آمِنَة تتفيأ ظلك مستبشرة بمشاهدة فضلك وأجفان الْمُلُوك الَّذين بعثوهم إِلَيْك ساهرة لما تتوقعه من خيبة رسلهم وَالْمعْنَى الرُّسُل تنام آمِنَة لما تحسن إِلَيْهِم وهم آمنون بمقامهم عنْدك وَالَّذين بعثوهم يخافونك لأَنهم لَيْسُوا على أَمَان مِنْك فَلَا تنام أجفانهم خوفًا مِنْك وَقد بَينه بقوله الْبَيْت بعده
6 - الْغَرِيب الْقبل الْمُقَابلَة والمواجهة وَهِي مُخَفّفَة من الْقبل وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ جمع أقبل وقبلاء وَهُوَ الَّذِي أَقبلت إِحْدَى عَيْنَيْهِ على الْأُخْرَى تشاوسا وَعزة نفس الْمَعْنى يَقُول هم لَا ينامون حذارا لمن يركب الْخَيل عريا إِلَى الْحَرْب يَعْنِي لَا يقف حَتَّى تسرج أَو تلجم إِذا فَجْأَة أَمر أَي يحذرون ملكا شَدِيدا بأسه قَوِيا جَيْشه تتسابق فرسانه إِلَى الْحَرْب عِنْد مفاجأتها لَهُم على أعراء الْخَيل فيستقبلون بهَا الطعان غير ملجمة ويجالدون عَلَيْهَا الأقران غير مسرجة
7 - الْإِعْرَاب الضميران فِي الظرفين لِلطَّعْنِ الْمَذْكُور فِي الْبَيْت الَّذِي قبله الْغَرِيب الأعنة جمع عنان وَهُوَ للخيل السيور الَّتِي فِي اللجام والسياط جمع سَوط وَهُوَ مَا يضْرب بِهِ الرَّاكِب الْمَعْنى يُرِيد أَن خيله مؤدبة إِذا قيدت بشعرها انقادت كَمَا تنقاد بالعنان وَإِذا زجرت قَامَ الْكَلَام لَهَا مقَام السَّوْط فَهِيَ لَا تحْتَاج إِلَى اللجم وَأَرَادَ أَن يَقُول والأعنة معارفها فَمَا صَحَّ لَهُ الْوَزْن وَلَو صَحَّ لَكَانَ حسنا وَإِنَّمَا اكْتفى بشعرها وَمرَاده المعارف
8 - الْمَعْنى يَقُول مَا تَنْفَع الْخَيل الْكِرَام وَلَا السِّلَاح وَإِن عزمها لَيْسَ بِنَافِع إِذا لم يكن فَوْقهَا كرام فِي الْحَرْب يُرِيد لَيْسَ تَنْفَع الْخَيل وَلَا صم الرماح إِذا لم يصرفهَا من الْأَبْطَال كرام
9 - الْمَعْنى يَقُول إِنَّك تردهم عَمَّا يطْلبُونَ من الْهُدْنَة ردك لوم اللائمين لَك فِي الْعَطاء أَي كَمَا أَنَّك لَا تصغي إِلَى ملامة لائم فِي سخائك فَكَذَلِك لَا تقبل الْهُدْنَة وَهَذَا هُوَ الْمَدْح الموجه
10 - الْغَرِيب الذمام جمع ذمَّة وَهِي الْعَهْد وطعت للشَّيْء طَوْعًا وطواعة وطواعية

الصفحة 394