كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى يَقُول إِن كنت لَا تُعْطِي الرّوم عهدا وصلحا بالطوع فلياذهم بك يُوجب لَهُم الذمام لِأَن من لَاذَ بالكريم وجيت لَهُ الذِّمَّة أَي فقد حصل لَهُم مَا طلبُوا وَإِن لم تعطهم وعوذ الأعادي بِالْملكِ الْكَرِيم جوَار يأمنون بِهِ وَقد استعاذوا بك فتقبلتهم ورجوا كريم عائذتك فأسعفتهم وأجرتهم وَقد أكد هَذَا الْمَعْنى بِمَا بعده فَقَالَ الْبَيْت بعده
11 - الْغَرِيب أممتك قصدتك وَالْحرَام الَّذِي لَا يستباح الْمَعْنى يَقُول إِن نفوسا قصدتك مستجيرة بك واعتمدتك راجية لَك مَمْنُوعَة مِمَّا تحذره آمِنَة لما تكرههُ وَإِن دِمَاء استسلمت إِلَيْك واقتصرت بآمالها عَلَيْك لواجب حفظهَا حرَام سفكها
12 - الْغَرِيب الْملك والمليك وَاحِد الْمَعْنى يَقُول إِذا خَافَ ملك من ملك أجرت الْخَائِف بِفَضْلِك وزجرت المخيف بعزك وَالروم خَافُوا سَيْفك فخضعوا لَك والجوار يطْلبُونَ ليعتصموا بك وَإِذا كنت تجير من غَيْرك فَأَنت بِأَن تجير من نَفسك أولى
13 - الْمَعْنى هم يهربون من سيوفك الْمَاضِيَة المرهفة ويزدحمون عَلَيْك بالكتب يطْلبُونَ الْهُدْنَة بالتلطف والتضرع وَقَالَ قوم بل بالكتب اللطيفة نَفسهَا وَالْمعْنَى أَنه يُشِير إِلَى عجزهم عَن مقاومته فِي الْحَرْب وازدحامهم عَلَيْهِ فِي السّلم
14 - الْغَرِيب الْحمام الْمَوْت الْمَعْنى يَقُول حب الْحَيَاة يغر الْقلب حَتَّى يخْتَار عَيْشًا فِيهِ ذل أَو يخْتَار الْهَرَب من خوف الْقَتْل وَذَلِكَ هُوَ الْقَتْل فِي الْحَقِيقَة بل هُوَ شَرّ مِنْهُ وَالْمعْنَى أَن اخْتِيَار الْعَزِيز للذل هُوَ الذل
15 - الْغَرِيب الزؤام الْمَوْت العاجل والمضام المغلوب الْمَعْنى يَقُول شَرّ الموتتين العاجلتين يُشِير إِلَى ميتَة الذل وميتة الحتف المحتومة عيشة يذل متخيرها ويضام مؤثرها يُرِيد أَن عيشة الذل شَرّ الموتتين وأضعف الْحَالَتَيْنِ
16 - الْغَرِيب الغرام الشَّرّ الدَّائِم الملازم وَمِنْه الْغَرِيم لملازمته

الصفحة 395