كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب عنوان الْكتاب مَا يعرف بِهِ وَهُوَ بِضَم الْعين فِي اللُّغَة الفصيحة قَالَ أَبُو دواد
(لمَنْ طَلَلٌ كَعُنْوَانِ الِكتابِ ... بِبَطْنِ الوَجّ أوْ قَرْنِ الذَّهابِ)
وَيُقَال عنوان وعنيان وعلوان وعلوان وَجمعه عناوين وعلاوين وعنونت الْكتاب وعنيته وعنيته أبدلوا من إِحْدَى النونات يَاء والقتام الْغُبَار الْمَعْنى يَقُول رب جَيش أقمته مقَام جَوَاب كنب إِلَيْك فَصَارَت غبرته تدل عَلَيْهِ كَمَا يدل عنوان الْكتاب على الْكَاتِب والمكتوب إِلَيْهِ
23 - الْغَرِيب الْبَيْدَاء الأَرْض القفرة الْبَعِيدَة والفض الْكسر والختام طَابع الْكتاب الْمَعْنى يَقُول تضيق الأَرْض الواسعة بذلك الْجَيْش قبل أَن تنشر كتائبه وتغص بجمعه قبل أَن تغير موَالِيه ويملأ الفضاء وَهُوَ مُجْتَمع لم يفض ختامه وَلَا انْتَشَر بالغارة على الْأَعْدَاء نظامه واستعار الفض والختم وهما للْكتاب وَالْجَوَاب لما جعل الْجَيْش كتابا وجوابا وَقد أبدع فِي هَذَا غَايَة الإبداع
24 - الْغَرِيب الْجواد الْفرس الْكَرِيم والذابل الرمْح الْيَابِس الْمُسْتَقيم والحسام السَّيْف الْقَاطِع الْمَعْنى أَنه وصل الِاسْتِعَارَة فَقَالَ حُرُوف هجاء النَّاس فِي ذَلِك الْجَواب الَّذِي هُوَ الْجَيْش جواد ينْهض فارسه ورمح يقدم حامله وحسام يصول بِهِ صَاحبه فَهُوَ مؤلف من هَذِه الْأَشْيَاء كَمَا يؤلف الْجَواب من حُرُوف الهجاء
25 - الْغَرِيب يَقُول يَاذَا الْحَرْب لهى الرجل عَن الشَّيْء يلهي إِذا أعرض وَلها يلهو إِذا أَخذ فِي اللَّهْو الْمَعْنى يَقُول اترك الْحَرْب سَاعَة فقد أَتعبت الْخَيل وَالرِّجَال حَتَّى يغمد سيف أَو يحل عَن جواد حزامه فقد أَتعبت الْجَيْش أَي حَتَّى تغمد النصول الَّتِي سلتها فرسانك وَتحل الحزم الَّتِي قد شدتها أتباعك وأعوانك
26 - الْإِعْرَاب الْوَجْه أَن يُقَال يُعَمِّرْنَ فِيهِ إِلَّا أَنه شبه الظّرْف بالمفعول اتساعا كَمَا تَقول قُمْت اللَّيْلَة أَي فِيهَا الْغَرِيب عمر الرجل يعمر إِذا طَال عمره الْمَعْنى يَقُول إِن أَعمار الرماح عِنْد غَيْرك دعة تطول واتساع هدنة وَغَايَة أعمارها عنْدك عَام لَا يتجاوزه لِأَن الانكسار يسْرع إِلَيْهَا بمداومتك الطعْن وأمد مهادنتك للروم عَاما

الصفحة 397