كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْإِعْرَاب هَذَا اسْتِفْهَام تعجب وَقَوله تنشر يُقَال نشر الله الْمَوْتَى فنشروا وأنشرهم وَفِي الْكتاب الْعَزِيز {وَانْظُر إِلَى الْعِظَام كَيفَ ننشرها} من أنشره الله فِي قِرَاءَة ابْن كثير وَنَافِع وَأبي عَمْرو وَفِي قِرَاءَة أهل الْكُوفَة وَابْن عَامر بالزاي الْمُعْجَمَة وَهُوَ من النشز وَهُوَ الِارْتفَاع الْغَرِيب خفرت الرجل خفرا وخفارة أجرته ومنعت عَنهُ يُقَال خفرته أخفره خفرا إِذا كنت لَهُ خفيرا مجيرا وخفرته تخفيرا وَأنْشد الْأَصْمَعِي للهذلي
(ولكنَّنِي جَمْرُ الغَضَى مِنْ وَرَائِهِ ... يُخَفِّرُني سَيْفي إذَا لَمْ أًخَفَّرِ)
وأخفرت الرجل إِذا غَدَرت بِهِ ونقضت عَهده وَيُقَال أَيْضا أخفرته إِذا بعثت مَعَه خفيرا وَالِاسْم الخفرة بِالضَّمِّ وهى الذِّمَّة والخمول السُّقُوط والخامل السَّاقِط الَّذِي لَا نباهة لَهُ وَقد خمل يخمل خمولا الْمَعْنى يَقُول أَنْت تجير من رمته اللَّيَالِي بصروفها وقصدته بخطوبها وتحبي كل من سقط ذكره وَدَفنه خموله فتجير ذَلِك بحمايتك وتحييه بكرامتك تضمه إِلَى إحسانك وتعمه بإنعامك قَالَ ابْن وَكِيع وَهَذَا الْبَيْت مَنْقُول من قَول ابْن الرُّومِي
(نشَرْتُكَ مِن دفنِ الخُمولِ بقُدْرَة ... لِمَا هُوَ أدْهَى أوْ علِمْتَ وأنْكَرُ)

12 - الْغَرِيب الحسام السَّيْف الْقَاطِع الْمَعْنى يَقُول ندعوك سَيْفا وَالسيف يعْدم الْحَيَاة وَأَنت تعيدها وَهُوَ يتلفها وَأَنت تهبها فَكيف نسميك سَيْفا وفعلك ضد فعله وقدرك فَوق قدره وَالْمعْنَى أَن من قَتله الْفقر وأذله الزَّمَان حَتَّى أَمَاتَهُ موت الْفَقْرَة تعيشه بجودك
13 - الْإِعْرَاب نصب الْقطع لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء مقدم وَمثله قَول الْكُمَيْت
(وَمالي إلاَّ آلَ أحْمَدَ شِيعَةٌ ... وَماليَ إلاَّ مَذْهَبَ العَدْلِ مَذْهَبُ)
الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ للسيف فعل إِلَّا الْقطع وَأَنت فِيك الْوَصْل وَالْقطع تقطع الْأَعْدَاء وَتصل الْأَوْلِيَاء وَالْمعْنَى أَنَّك تصل مؤمليك وتقطع أعاديك وتبر قصادك وتحوط رعيتك فتشركه فِي أرفع أَحْوَاله وَهُوَ الْقطع وتنفرد دونه بأرفع أحوالك وَأجل أوصافك

الصفحة 6