كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- 1 الْغَرِيب السَّيْف الأول سيف الدولة وَالثَّانِي الْحَدِيد الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْملك الَّذِي يُسمى بِالسَّيْفِ يبلغ كل مَا يُريدهُ ويؤمله وينويه ويعتقده فَلَا يفعل السَّيْف فِي ذَلِك فعله وَلَا يفعل فِي إِدْرَاكه شأوه لِأَنَّهُ أعظم من السَّيْف فعلا
2 - الْغَرِيب المهمه الْمَفَازَة الْبَعِيدَة وَالْجمع المهامه عَم الشَّيْء يعم عُمُوما شَمل وطاله علاهُ الْمَعْنى إِذا سَار فِي الأَرْض السهلة عَمها بجُنُوده وَإِن سَار فِي الْجَبَل علاهُ فَصَارَ فَوْقه وَلَيْسَت هَذِه الصّفة من أَعمال السَّيْف
3 - الْغَرِيب نلتنا من النّيل وَهُوَ الْعَطاء يُقَال نَالَ ينول إِذا أعْطى وأناله ينيله إنالة إِذا أعطَاهُ وثمر مَاله إِذا أحسن الْقيام عَلَيْهِ وَأَصله فِي الشّجر الَّذِي يُثمر الْمَعْنى يَقُول أَنْت بِمَا نلتنا بِهِ من فعلك وتابعته لدينا من بذلك مَالك تثمر مَالك بِمَالك وتحوط ملكك بملكك لأننا لَك فِي وقوعنا تَحت أَمرك وَمَا يُحِيط بِنَا من ملكك كَالْمَالِ الَّذِي تحويه وتضبطه وتحوزه وتملكه
4 - الْغَرِيب الضيغم الْأسد ويرشح الترشيح التغذية وَهُوَ أَن ترشح الْأُم وَلَدهَا بِاللَّبنِ الْقَلِيل تَجْعَلهُ فِي فِيهِ شَيْئا بعد شَيْء إِلَى أَن يقوى على المص وَفُلَان يرشح للوزارة أَي يربى لَهَا ورشحت الظبية وَلَدهَا إِذا عَلمته الْمَشْي وَهُوَ راشح قَالَ
(كأنَّ فِي جانِبَيْهِ جِلَّهً نُتِجَتْ ... فِي آخِرِ الصَّيْفِ قَدْ هَمَّتْ بإرْشاحِ)
الْمَعْنى يَقُول أَنْت فِيمَا سبقتنا إِلَيْهِ من مقارعة الْأَبْطَال وَمَا تنفرد بِهِ دُوننَا من منازلة الأقران أَسد ينهج لأشباله مَا يَفْعَله ويضربها على مَا يَأْتِيهِ ويمتثله وَالْمعْنَى أَنْت تضرينا على الْحَرْب وتعودنا الْقِتَال كَمَا يرشح الْأسد أشباله للْفرس
الصفحة 65