كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 4)

- الْمَعْنى يَقُول مَا كَانَ وَلَا يكون مثلك وَهَذَا يدل على رقة دينه إِلَّا أَنه من شعر الصِّبَا وَقد رفع الْقَلَم عَن الصبى حَتَّى يبلغ والنائم حَتَّى يَسْتَيْقِظ وَالْمَجْنُون حَتَّى يفِيق
19 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح أَرَادَ زهيت فأبدل من الكسرة فَتْحة فَانْقَلَبت الْيَاء ألفا ثمَّ حذفت لالتقائها مَعَ الْيَاء الساكنة على لُغَة طَيء كَقَوْلِهِم بنت على الْكَرم أَي بنيت وَلَا يُمكن أَن يُقَال زهت لِأَنَّهُ لَا يسْتَعْمل هَذَا إِلَّا غير مُسَمّى الْفَاعِل كَمَا قَالُوا فِي رضى رضى وَفِي هذي هذي وَحكى قوم زها فَقَالُوا زها يزهو فَهُوَ زاه وَهُوَ ضَعِيف أَو قَول مَرْدُود الْغَرِيب زها تكبر وافتخر وزها لُغَة غربية حَكَاهَا ابْن دُرَيْد وَمِنْه قَوْلهم مَا أزهاه وَلَيْسَ هَذَا من زهى لِأَن مَا لم يسم فَاعله لَا يتعجب مِنْهُ وَأنْشد لخلف الْأَحْمَر
(لنا صاَحِبٌ مُولَعُ بِالخِلافْ ... كَثيرُ الخطاءِ قَليِلُ الصَّوَابْ)

(ألَجَّ لجاجا مِن الخُنْفُسَاءْ ... وَأزْهى إذّا مَا مَشَى مِنْ غُرَابْ)
وَقيل لأعرابي مَا معنى زهى الرجل قَالَ أعجب بِنَفسِهِ الْمَعْنى يَقُول افتخرت بك الْأَيَّام على الْأَيَّام الَّتِي مضين وَلم تكن فِيهِنَّ
20 - الْمَعْنى يَقُول لرجاحة حلمه على أَحْلَام النَّاس كَأَنَّهُ أَخذ أحلامهم إِلَى حلمه والأحلام الْعُقُول
21 - الْغَرِيب أصل الإبرام الفتل فِي الْحَبل وَالْخَيْط والنقض ضِدّه الْمَعْنى تكشفت عزماته عَن رجل لَا نَظِير لَهُ فِي عزماته إِن أبرم أمرا أَو نقضه
22 - الْغَرِيب البنان الْأَصَابِع والنيل الْعَطاء والذمام هُنَا الْحق الْمَعْنى يَقُول إِذا سَأَلته عَطاء لم يرض جَمِيع الدُّنْيَا لَو أَعْطَاهَا قَضَاء حق لسائله
23 - الْإِعْرَاب أَرَادَ عَمْرو بن حَابِس مرخم فِي غير النداء قَالَ أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدي لَا يجوز التَّرْخِيم فِي غير النداء لِأَن التَّرْخِيم حذف يلْحق أَوَاخِر الْأَسْمَاء فِي النداء تَخْفِيفًا والكوفيون يجيزونه فِي غير النداء وأنشدوا

الصفحة 11