كتاب ديوان الشيخ أحمد سحنون (اسم الجزء: 2)

السجن في الدار
عرفت السجن في السجن ولم أعرفه في الدار … فإن أخرج من السجن فلم أخرج من الدار
ولا أشكو من الله ولا من حكمه الجاري … ولكن من أخي الإنسان ذاك السبع الضاري
وحاشا سبع الغابة أن يصبح إنسانا!!! … فما في حيوان الغاب من يأكل إخوانا!!!
وأشكو جدب هذا الكون من حرية الفكر … فلا قيمة للإنسان يقضي العمر في الأسر!!!
ورغم دعاية الناس ورغم الواقع المر!! … فلا تعرف دنيانا وجود الرجل الحر

السجن والقرآن!!
لجأت إلى القرآن في وحشة السجن … فلا نور كالقرآن في ظلمة الحزن
فإن كلام الله يحيي قلوبنا … حياة موات الأرض من صيب المزن
وإن كلام الله يشفي نفوسنا … لدى الخوف والبأساء بالأنس والأمن
وهل ككلم الله أعظم نعمة … على الناس نقضي باليقين على الظن؟
ولا ينفع القرآن دون تدبر … كما لا يخاض البحر إلا على السفن
وفي السجن جو للتدبر صالح … وهل من فراغ للتدبر كالسجن؟

الصفحة 27