كتاب ديوان الشيخ أحمد سحنون (اسم الجزء: 2)

رسالة إلى "الوزير شيبان عبد الرحمن"
مهداة إلى الشاعر "أحمد سحنون" من الشاعر "عبد الرحمن زناقي"
لقد جئته صبحا مجيئة زأئر … لأشهد عملاقا بأثواب شاعر
وقائد أفكار يقود جيوشها … إلى النصر محفوفا بكل المفاخر
وقد كان طلق الوجه فيه مهابة … تنبئ عن نبل بأقصى السرائر
فذكرني جمعية سلفية … بها شرف المولى جميع المنابر
وأعلى بها قدر الجزائر في الورى … وأطلق منها بغتة كل ثائر
فزودني والزاد كان وصية … بها قد رأيت الله في حلم خاطري
وأقرضني ديوانه كي أرى له … حصاد سجون القهر في عهد جائر
ولما قرأت السفر يممت مسجدا … بهضبة مجد في ضواحي الجزائر
لكي أرجع الأشعار صبحا لربها … وقد خرزت في السفر مثل الجواهر
ولكن وجدت الشاعر الفحل غائبا … ومسجد ما فيه ظل لزائر
ولما سألت القوم قال كبيرهم: … وهم في مكان عامر بالمخاطر
لقد سجن الصقر الذي كان فكره … يقود إذا ما طار مليون طائر
فصليت شفعا ثم إني بلا ونى … لفظت كلاما فيه أرقى المشاعر
وعدت إلى داري بصحبة هاتف … يردد قولا في كهوف ضمائري
سأوصل أسفارا إلى خير شاعر … له انقادت الأبيات طوعا كناثر
ولو أنني في السجن صرت … لأنني أوفي ديوني أولا قبل آخر
ومن بعد أيام رجعت وإنني … وجدت حبيب الله بين العساكر

الصفحة 405