كتاب ديوان الشيخ أحمد سحنون (اسم الجزء: 2)

فقلت: -لعمر الله- سحنون قد غدا … أميرا بربع بالنبالة زاهر
وكان "رجال الأمن" في الحي كله … عيونا، ألا يا بؤس تلك النواظر
لقد أصبحت أرض الجزائر مسرحا … وقد مثلت فيها فصول "المساخر"
أيسجن شيخ في الثمانين سنه … وتفتح حانات لمليون ساكر؟
ويسرق أشخاص جهارا بأرضنا … وتبنى لأجل الفسق أرقى المواخر
فماذا جنى حتى رأينا ظلاله … تجاوز من عاشوا بشر العنابر
لقد أذنب الشيخ الجليل لأنه … بأقواله إحياء موتى البصائر
لقد قال للحكام في كل حقبة … كلاما يقود الناس نحو المآثر
ألا فاتركوا الإنسان في الأرض كلها … يقول الذي يبغي بثغر مجاهر
فحرية الإنسان فعلا ومنطقا … ألذ لنا من كل تلك المظاهر
نطقنا فقال الحاكمون بأننا … نريد به تضليل كل الدساكر
ومن بعد قالوا مثلنا، فغدت لهم … كفوف جميع الناس مزمار ساحر
ألا يا وزيرا، حاز كل فضائل … ومن هو فعلا كابر من أكابر
ومن عنده طبع به ساد في الورى … ومن كان يعفو عن جميع الجرائر
ألست من القوم الذين بخيلهم … بدا الظلم يغفو في كهوف المقابر
أ "شيباننا" أدرك أخاك فإنه … غدا حزن سكان القرى والحواضر
ألسنا جميعا أسرة؟ فادفع الأذى … عن الشيخ سحنون بأفعال قادر
فإنك -يا شيبان- في كل حقبة … به ربطت -والله- كل الأواصر

الصفحة 406