كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

متبعون للسنة لا غالون ولا جافون، حتى إني اجتمعت بكثير من مثل هؤلاء بالشام ومصر والعراق سنة 1318 هـ، وبينت مأخذهم ومعتقدهم ومذاهبهم، فأذعنوا لذلك، ووافقوا عليه، وقالوا إنه الحق، وطلبوا كتابا يطبع من تآليفهم يزيل ما لبس على كثير منهم، فإن بعض السياح يجهل حقيقة حالهم. ولا عبرة ببعض العوام الجهال، فطبعت في أواخر رجب سنة 1319 هـ كتاب "توضيح توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب". فانتشر في الآفاق وتلقاه أهل الإنصاف بالقبول والوفاق لأنه كتاب وحيد في فنه يحتاج إليه المبتدي ولا يستغنى عنه المنتهي، وحقيق أن تشد إليه الرواحل وتقطع دون الوصول إليه المنازل ... ) 1.
وألف الشيخ سليمان بن صالح الدخيل2 رسالة بعنوان "حقيقة المذهب الوهابي"3 يقول د. محسن غياض عجيل عن هذه الرسالة:
(وهي رسالة صغيرة في بيان حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والدفاع عنها، ورد ما لفقه خصومها عنها، وقد أوقف الأستاذ الدخيل كثيرا من وقته وجهده ليشرح للعراقيين خاصة وللناس عامة حقيقة تلك الدعوة وما تهدف إليه) 4.
ودافع الشيخ محمود شويل5 عن دعوة الشيخ الإمام، فرد على أحد خصوم هذه الدعوة، وهو المدعو محمد البكري أبو حراز السوداني حيث ألف هذا الجاهل رسالة سماها "الوهابية المهزومة"، وكان رد الشيخ محمود شويل بعنوان "القول السديد في قمع الحرازي العنيد"، وقد كشف شويل عن ضلالات الحرازي، وأبان الحق بأدلته، وقرر بمختلف البراهين صحة هذه الدعوة، كما رد على شبهات الخصم وفندها.
هذه أمثلة معدودة لبعض الأشخاص الذين تأثروا بهذه الدعوة السلفية وكان لهم جهود فعالة في نصرة هذه الدعوة.
__________
1 انظر ملخص مقالته: مجلة المقتطف، مجلد 27، ص 893.
2 الشيخ سليمان بن صالح الدخيل، ولد في بريدة سنة 1290 هـ، له مؤلفات كثيرة. كتب في التاريخ، ومارس الصحافة، وأصدر بعض الصحف، توفي في بغداد فقيرا سنة 1364 هـ. انظر ما كتبه محسن عجيل في كتابه عن "الصحفي المؤرخ سليمان الدخيل" و "علماء نجد" 1/282.
3 طبعت في بغداد سنة 1332 هـ، وهو أول موضوع كتبه الشيخ سليمان الدخيل عن نجد في مجلة لغة العرب. انظر: كتاب عجيل - السابق ذكره، ص 21.
4 د. محسن العجيل، الصحفي المؤرخ النجدي سليمان بن صالح الدخيل، ط 1، مركز دراسات الخليج، البصرة، 1982 م، ص 21.
5 محمود شويل المدني، ولد وتوفي بالمدينة (1302-1372 هـ) ، درّس في الحرمين وسافر إلى بلدان عديدة، له مؤلفات، انظر "الأعلام" 7-174.

الصفحة 27