كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

وسطروا فيها الجزم بكفره وبطلان حجته ودليله1.
ويذكر الدكتور عبد الله العثيمين عددا - تقريبيا - لأولئك الخصوم في نجد آنذاك، وتنوع مواقفهم فيقول:
(واضح من رسائل الشيخ (الشخصية) أن دعوته لقيت معارضة شديدة من قبل بعض علماء نجد، فالمتتبع لها يلاحظ أن أكثر من عشرين عالما أو طالب علم وقفوا ضدها في وقت من الأوقات، ويأتي في مقدمة هؤلاء المعارضين عبد الله المويس2 من حرمة، وسليمان بن سحيم من الرياض، ويستفاد من هذه الرسائل أن معارضي الشيخ من النجديين كانوا مختلفي المواقف، فمنهم من عارضه واستمر في معارضته مثل المويس، ومنهم من كان يعترف في بداية الأمر بأن ما جاء به الشيخ أو بعضه حق، لكنه غيّر موقفه مع مرور الزمن مثل ابن سحيم، ومنهم - أيضا - من كان متأرجحا في تأييده ومعارضته مثل عبد الله بن عيسى3) 4.ويتحدث العثيمين عن أبرز أوجه كيد المعارضة النجدية، فيقول:
(تبين "الرسائل الشخصية للشيخ الإمام" أن نشاط المعارضة النجدية كان مختلف الجوانب، وفي مقدمة أوجه ذلك النشاط الكتابة ضدها والمتأمل في هذه الرسائل يرى كثرة تلك الكتابة، وإن كان من المتوقع أن أغلبها لم يكن طويل المحتوى.
الوجه الثاني من أوجه نشاط المعارضة النجدية: مجادلة ابن إسماعيل جماعة الشيخ في ثرمداء، ومجادلة سليمان بن سحيم لابن صالح في مجلس الشيوخ في الرياض.
الوجه الثالث: الاتصال بالعلماء وذوي النفوذ خارج نجد وتحريضهم ضد الشيخ ودعوته، مثل إرسال ابن سحيم كتابا إلى العلماء خارج نجد وشكواه له عند أهل
__________
1 روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد وغزوات ذوي الإسلام، ط 1، المكتبة الأهلية بالرياض، ص 31 باختصار.
2 هو عبد الله بن عيسى الشهير بالمويس، ولد في حرمة بنجد، وطلب العلم في الشام، وكان خصما شديدا للدعوة السلفية، توفي بحرمة سنة 1175 هـ. انظر: "السحب الوابلة" ص 692، "علماء نجد" 2/604.
3 لم أعثر له على ترجمة، وإنما الذي يعرف من الرسائل الشخصية للشيخ الإمام، أن عبد الله بن عيسى هو قاضي الدرعية ومطوعها، وأنه كان عالما كبيرا، بدليل قول الشيخ (إن عبد الله بن عيسى ما نعرف في علماء نجد ولا غيره أجل منه) 5/187، وكان الشيخ الإمام قد بعث إليه عدة رسائل. انظر: مجموعة الشيخ 5/240، 276، 280، 304، 314.
4 الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ضمن بحوث أسبوع الشيخ) ، مركز البحوث بجامعة الإمام، 1403 هـ 1/108، 109.

الصفحة 32