كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

الحرمين، وقد ركب المويس وخواص أصحابه إلى أهل الكواز وقبة رجب يخبرونهم بإنكار الشيخ لما هم عليه، ويستثيرونهم ضده، كما ركب المويس مع ابن ربيعة وابن إسماعيل1 إلى أهل قبة أبي طالب وأغروهم بعدم اتباع الشيخ.
وواضح أن الاتحاد إلى الاستنجاد بالخارج يعكس إدراك المعارضين النجديين لضعفهم أمام دعوة الشيخ وفشلهم في إيقافها.
الوجه الرابع من وجوه نشاط المعارضين المحليين: ترويج الكتب التي ألفها علماء غير نجديين ضد الدعوة بين الناس، كما روج المويس وابن عبيد كتاب القباني البصري2 وكما روج المويس وابن إسماعيل كتاب ابن عفالق34.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا وبيانا لبعض مكائد الخصوم وتكالبهم ضد هذه الدعوة السلفية بمختلف السبل، فإننا نورد بعض النقول المختارة من الرسائل الشخصية للشيخ الإمام، والتي تكشف عن ضخامة الكيد والعداء من قبل بعض علماء نجد ومطاوعتهم ضد هذه الدعوة الصادقة، كما تكشف عن حجم المعاناة ومقدار المشقات التي تجشمها الشيخ في سبيل دعوته.
ففي رسالته لأهل القصيم يشير الشيخ إلى كيد سليمان بن سحيم فيقول:
(وبلغني أن رسالة ابن سحيم قد وصلت إليكم، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي) 5.
ويورد الشيخ في رسالته لابن عباد6 مطوع ثرمداء بعضا من مناهضة الخصوم في نجد ضد الدعوة السلفية فيقول:
__________
1 ابن إسماعيل وابن ربيعة وابن عبيد - كما هو الظاهر من هذا النص من خصوم الشيخ، وممن وقفوا ضد هذه الدعوة. انظر توضيح ذلك: مجموعة الشيخ 5/20، 26، 27، 167، 205، 300.
2 سيأتي الحديث عن هذا الكتاب.
3 سيأتي الحديث عن هذا الكتاب.
4 الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ضمن بحوث أسبوع الشيخ) 1/111-113.
5 مؤلفات الشيخ 5/11.
6 هو محمد بن عباد الدوسري، ولد في البير إحدى قرى المحمل، ثم انتقل إلى حوطة سدير، وقرأ على علمائها، وصار قاضيا فى ثرمداء، وتوفي بها سنة 1175 هـ. انظر: "علماء نجد" 3/812.

الصفحة 33