كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

(ولله در الشيخ محمد بن عبد الله بن فيروز الحنبلي لما قام مجتهدا ابتغاء مرضاة الله في إطفاء بدعة هذا الخبيث، كلما رأى وجها لبعض أهل المذاهب الأربعة، تبع ذلك الوجه إذا كان مخالفا لما يعلمه أو يقوله ابن عبد الوهاب البدعي) 1.
وبلغ من كيد ابن فيروز أنه - كما قال ابن حميد2 في "السحب الوابلة"3 (كاتب السلطان عبد الحميد خان يستنجده على قتال البغاة الخارجين بنجد) 4.
ويصل بابن فيروز الإسفاف وشناعة السباب وبذاءة اللسان لدرجة أنه كتب تقريظا لرسالة تلميذه عبد الله بن داود5 - أحد أفراخ ابن فيروز وواحد من خصوم الدعوة السلفية -، وتضمن تقريظه ما ذكره مسعود الندوي6 -رحمه الله- حيث قال:
(وفي بداية هذا التقريظ، يبصر القارئ العبارة التالية، ولعله يذوب حياء لمجرد رؤيتها، ولكن نقل الكفر ليس بكفر فاضغط على قلبك واقرأ: ".. بل لعل الشيخ - يعني عبد الوهاب - غفل عن مواقعة أمه - يعني محمد بن عبد الوهاب - فسبقه الشيطان إليها فكان أبا لهذا المارد ... إلخ" إنا لله وإنا إليه راجعون - وهل يستطيع كبار المقذعين أن ينحطوا إلى هذا المستوى من الإقذاع) 7.
من خلال ما سبق يتضح - إجمالا - شدة كيد الخصوم وقوة المعارضة في بلاد نجد وتنوع أساليبها، وتعدد وسائلها، وذلك أثناء ظهور دعوة الشيخ الإمام
__________
1 "مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام"، المطبعة العامرة، مصر، 1325 هـ، ص 60.
2 هو محمد بن عبد الله بن حميد، ولد في عنيزة سنة 1232هـ، وكان إمام المقام الحنبلي في مكة، وقد برع في عدة علوم، إلا أنه كان خصما ضد هذه الدعوة السلفية، توفي في مكة سنة 1295هـ. انظر ترجمته: في مجلة العرب ج 9، 10، س 12، ص 642، "علماء نجد" 3/862.
3 هو كتاب "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"، ولا يزال في حكم المخطوط، وقد ذكر مؤلفه تراجم الحنابلة من حيث وقف ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة" سنة 751 هـ، وقد أعرض عن تراجم أئمة الدعوة - غالبا - بل طعن فيهم..- كما سيأتي موضحا -. انظر: مجلة العرب - الجزء السابق ذكره - ص 648.
4 مجلة العرب ج 9، 10، س 12، ص 723.
5 هو عبد الله بن داود الزبيري، ولد في الزبير، ورحل إلى الإحساء وتعلم بها، له مؤلفات، منها كتاب ضد هذه الدعوة السلفية بعنوان: "الصواعق والرعود"، توفي سنة 1225 هـ. انظر: "السحب الوابلة" ص 687، "علماء نجد" 2-539.
6 مسعود الندوي (1328 هـ - 1373 هـ) ، باحث إسلامي وداعية كبير إلى الإسلام واللغة العربية، له عدة كتب. انظر: "الأعلام" 7-221.
7 "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه"، ترجمة عبد الحليم البستوي، من مطبوعات جامعة الإمام، 1404 هـ، ص 170، 171.

الصفحة 37