كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

محمد بن عبد الوهاب) 1.
ويبدو أن هذه الرسالة في الوقف2 وكان مربد بن أحمد الوهيبي التميمي3 من أهل حريملاء من أعداء الدعوة، وبلغ من عداوته وتضليله أن ذهب إلى صنعاء في اليمن، فشوه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مما جعل الصنعاني - على رأي البسام - ينقض مدحه بقصيدة أخرى على وزنها4.
ومن أشد هؤلاء الخصوم عداوة وكيدا، وأعظمهم إفكا وتضليلا، سليمان بن سحيم (ت 1181 هـ) ، فإن عداوته ظاهرة وواضحة كما في الرسائل الشخصية للشيخ الإمام أثناء الرد على مفترياته5.
__________
1 البسام، "علماء نجد" 2/474 وقد طلبت هذه الرسالة ممن يملكها فوعدني بها، وما زلت أكرر الطلب، وهو يكرر الوعد، ولكن دون جدوى.
2 لأن حمد الجاسر فيما يبدو فهم أن رسالة الوقف غير الرسالة التي رد بها ابن عدوان على الشيخ الإمام..، مع أن ظاهر عبارة ابن حميد في "السحب الوابلة" يدل على أنهما رسالة واحدة، يقول ابن حميد (منها رسالة في الوقف رد على مبتدع العارض) ولم يذكر ابن حميد غير هذا الرد، كما يبدو أن البسام ذكر الرسالة على أنها رد، ولم يبين أنها في الوقف، والله أعلم. انظر: "السحب الوابلة" ص 682.
3 نشأ مربد بن أحمد في حريملاء، ثم طلب العلم فى دمشق، وصار قاضي حريملاء، قتل سنة 1171 هـ في بلدة رغبة. انظر: "علماء نجد" 3/947.
4 يذكر البسام - في "علماء نجد" 3/948، أن الصنعاني رجع عن مدحه، بخلاف بعض من المحققين، ويؤكد خصوم الشيخ أن الصنعاني قد رجع عن مدحه، ونقض قصيدته الأولى، بقصيدة أخرى شرحها حفيده يوسف بن إبراهيم الأمير، بعنوان "محو الحوبة في شرح أبيات التوبة" - انظر: "لفحات الوجد" ق 17، و "كشف النقاب" ص 75 - ولقد ألف الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله كتابا سماه "تبرئة الشيخين" الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين" دافع فيه عن الإمامين ابن عبد الوهاب والصنعاني، وأكد ابن سحمان بعدة أدلة أن القصيدة التي نقض بها المدح -أولا- إنما هي موضوعة ومكذوبة على الصنعاني، لأنها تخالف ما كان عليه الصنعاني من اتباع السنة وذم البدع وأهلها، كما هو ظاهر في كتبه، وقد رد ابن سحمان على القصيدة وعلى شرحها، نثرا ونظما، ولقد تضمن شرحه الأبيات كلاما يخالف مخالفة صريحة لما قرره الصنعاني في كتبه مثل "تطهير الاعتقاد". فمن ذلك أن تلك القصيدة وشرحها قد تضمنتا الزعم بأن دعاء الموتى والاستغاثة بهم كفر عملي، والإمام الصنعاني قد عرف عنه أن الاستغاثة بالموتى ودعاءهم من الكفر الاعتقادي المخرج عن دين الإسلام. انظر: "تبرئة الشيخين"، ط 1، مطبعة المنار مصر، 1343 هـ، ص 182 - 195. ومما يؤكد ما ذكره ابن سحمان، أن القصيدة المزعومة قد شرحها يوسف بن إبراهبم الأمير، وهو حفيد الصنعاني، وقد عرف عن هذا الحفيد المناهضة والبغض للدعوة السلفية، فلا يبعد أن يكون هو صاحب القصيدة، خاصة وأن هذا الحفيد يقرظ الشعر. انظر: "لفحات الوجد" ق 18، ق 29، وانظر: المقال في التعريف بـ "لفحات الوجد" بمجلة العرب س 17، ج 9، 10، ص 744.
5 انظر عبد الله العثيمين، بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة السعودية، ط 1، الرياض، 1404 هـ (موقف سليمان بن سحيم من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 91-113) .

الصفحة 39